رمزية انطلاق صالون «أدب» من فرسان.. والاعتراف المبكر بالثبيتي

من بين الأحداث الثقافية البارزة التي استضافتها فرسان خلال الفترة الماضية، كان لافتا قيام الموسوعة العالمية للأدب العربي “أدب”، وبدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، بعقد أولى جلسات صالونها الأدبي في جزيرة فرسان. اختيار فرسان كمنطلق لهذا الصالون يحمل رمزية خاصة، كونها جزيرة الشعر والجمال، ذات المكانة الثقافية المتميزة، والتي ينتظر أن تلعب دورًا محوريًا في المشهد الأدبي المحلي والعالمي. الدكتور عبدالله السفياني، رئيس الموسوعة العالمية للأدب العربي “أدب”، أشار الى أن “فرسان هي جزيرة الشعر والأدب والجمال، وقبل ذلك الإنسان والمكان”. موضحا أن الصالون اختار الانطلاق من فرسان لخصوصيتها الثقافية والتاريخية. الصالون ناقش مكانة فرسان وقوتها في الساحة المحلية ، وتضمن اشادة من الدكتور سعد البازعي بدور المؤرخ إبراهيم مفتاح في توثيق الحياة الاجتماعية والثقافية لفرسان. معتبرا أن أعمال مفتاح وضعت الأساس لفهم أعمق لتاريخ الجزيرة في وقت كانت المؤسسات الثقافية غائبة، داعيًا الجيل الحالي إلى استكمال جهود التوثيق والحفاظ على هذا الإرث. الصالون لم يكن ليمر من دون أن يعرض الدكتور سعيد السريحي تجربته الشخصية مع فرسان التي بدأت قبل أربعين عامًا عبر نادي الصواري، الذي استضاف آنذاك رموز حركة الحداثة الأدبية في المملكة. حيث أشار إلى أن الشاعر محمد الثبيتي، أحد أعلام الشعر الحديث، نال التقدير في فرسان قبل أن يُعترف به في مدن المملكة الأخرى، مما يعكس قدرة الجزيرة على استشراف المواهب المستقبلية. وينظر الكثيرون الى ان اختيار فرسان لعقد الصالون الأدبي للمرة الأولى رمزية ثقافية كبيرة، إذ تعكس هذه الخطوة الاعتراف بمكانة الجزيرة في الحركة الأدبية المحلية، والدور الذي ينتظر أن تؤديه مستقبلاً. فرسان ليست فقط موطنًا للشعر والجمال، بل أيضًا نافذة نحو التنوع الثقافي والتاريخي الذي يثري المشهد الثقافي السعودي.