صالة «تكعيب» للفنون تفتح أبوابها لعشاق التشكيل ..

معرض (لوحتي) .. فسيفساء إبداعية تجمع أطياف المدارس الفنية.

في قلب العاصمة الرياض، وفي صالة تكعيب للفنون، كان عشاق الفن التشكيلي على موعد مع افتتاح المعرض الجماعي “لوحتي”، الذي استقطب نخبة من الفنانين والفنانات من مختلف أنحاء المملكة وخارجها، فعلى مدار 3 أيام مضت؛ اجتمع الحضور من إعلاميين ومتذوقين للفن أمام مدخل الصالة، حيث تجلت أجواء الشغف البصري في حوار مفتوح بين الألوان والخطوط، في لقاء يعكس الحراك الثقافي المتنامي في المشهد التشكيلي السعودي. أقيم المعرض الجماعي برعاية صالة تكعيب للفنون وإشراف مؤسسها ومديرها الفنان التشكيلي عبدالله التمامي، الذي أكد في كلمته حرصه على إتاحة الفرصة لكافة أطياف الفنانين التشكيليين العرب، ومنحهم مساحة لعرض نتاجهم الفني والتفاعل مع الفعاليات والمناسبات المختلفة، انطلاقًا من الرياض ووصولًا إلى مناطق المملكة كافة، بل وامتدادًا إلى الفنانين القادمين من مصر والعراق، وهذه الرؤية ـ كما أوضح التمامي ـ تأتي متوافقة مع المساعي الحثيثة لدعم الفنون البصرية في إطار رؤية ولي العهد الطموحة، التي تسعى إلى تعزيز الفنون كجزء من الهوية الثقافية والتنموية للبلاد. ضمَّ المعرض أعمالًا فنية تباينت في أساليبها ومدارسها، من الواقعية والتجريدية إلى التعبيرية والانطباعية، مقدمة للجمهور رحلة بصرية غنية ومتنوعة، قائمة المشاركين في هذا الحدث ضمت أسماء لامعة مثل: رفيقة الفقيه، وفاء الشاعر، ريم الصعاق، وفاء السلطان، غادة باسودان، منيرة سعد، تهاني الوثلان، الجوهرة الحميدان، سارة الحسيني، سهام الأسلمي، العنود الهزاني، أمين علوان، مريم سعد، منار الخرس، ود. إيمان الشامي القادمة من مصر، وتميزت كل لوحة بسرد بصري مستقل، يحكي قصة الفنان وهمومه الإبداعية، في مشهدية تعكس ثراء التجربة التشكيلية في العالم العربي. المعرض لم يقتصر على العرض التقليدي للوحات، بل كان منصة للتفاعل المباشر بين الفنانين والجمهور، حيث دار نقاش بين الزوار وصناع الأعمال حول تقنيات التنفيذ ودلالات الألوان والتكوينات البصرية، هذا التفاعل يعزز الدور التوعوي لمثل هذه الفعاليات، حيث لا يصبح الفن مجرد رؤية تأملية، بل تجربة متكاملة تحمل في طياتها أبعادًا معرفية وثقافية. وفي إطار استمرارية النشاط الفني، أعلن التمامي عن تنظيم فعالية “المرسم الحر” في صالة تكعيب، التي ستتيح الفرصة للفنانين والموهوبين للمشاركة المباشرة في عملية الإبداع، في تجربة تفاعلية تنقل العمل التشكيلي من حيز العزلة إلى فضاء مفتوح على الجمهور، كما كشف عن خطط مستقبلية لإقامة ورش تدريبية تستهدف الموهوبين، يتم خلالها تقديم برامج متخصصة في تقنيات التشكيل، على أيدي فنانين مخضرمين. المعرض الجماعي “لوحتي” جاء ليؤكد الدور المتنامي لصالات العرض كمؤسسات حاضنة للإبداع، ومراكز لدفع الحركة التشكيلية إلى آفاق أرحب، حيث يتحول الفن إلى لغة بصرية قادرة على تجاوز الحدود والاختلافات، جامعًا بين تجارب مختلفة تحت سقف واحد، في فضاء يحتفي بالجمال والتعبير الحر.