“محمد حبيبي” يطلق أول عمل شعري متشعب تفاعلي في الأدب السعودي.

منذ صدور ديوانه الأول انكسرت وحيداً عام 1996م، ومحمد حبيبي يرسّخ حضوره في المشهد الشعري السعودي بصوته المتفرّد وتجربته المتجددة. واليوم، يقدّم حبيبي عمله الشعري الجديد الذي يمثل امتدادًا لتجربته وتطويرًا لأسئلتها الجمالية: أول عمل شعري متشعب تفاعلي في الشعر السعودي بعنوان “إساف نائلة”، وهو عمل نوعي يفتح أفقًا جديدًا للشعر الرقمي في المملكة. 36 منفذا تشعبيا أنجز حبيبي هذا العمل خلال الفترة ما بين فبراير وسبتمبر 2007م، وأخرجه بصيغتين رقميتين عبر برنامجي “الوورد” و”البوربوينت”. وقد نُشر العمل على موقعه الإلكتروني (mohhabibi.com) بصيغته الأولى كما كانت عليه في 2007م. ويتاح للقارئ تصفّحه عبر واجهة تحتوي على 36 منفذًا متشعبًا تقود إلى محتويات العمل وروابطه الداخلية التي تقارب ال 100 أيقونة تفرعية كما يمكن للمهتمين المشاركة بآرائهم وتفاعلاتهم من خلال صفحة “شراكة1”، التي تُحدَّث بشكل دوري لتوثيق حضور القارئ ضمن هذا العمل التفاعلي. حرمت الشعر السعودي من الريادة! ويصف محمد حبيبي هذا المشروع لـ”شرفات”بقوله: “هذا العمل جهد سنوات لأنه ليس كتابة نص فقط وإنما بنية متكاملة من عدة عناصر وجهد مضني في بنائه على الروابط التشعبية”. ويكشف حبيبي عن تنازله طوعيا عن الريادة العربية في هذا المجال:”كان يفترض بي نشره منذ انهيت مسودته الأولى في عام 2007 ولو كنت فعلت ذلك لكنت رائد هذا النمط “عربيا” لكن بسبب قناعات خاصة ولأن مسألة الريادة لم تكن اهتمامي بل التحدي مع النفس، هل استطيع انجاز عمل من هذا النمط أم لا، وعندما نجحت في تحدي نفسي خَفَتَ اهتمامي دون أن اهتمّ بالنشر وأهميته تاريخيا قبل 20 سنة”. ويضيف: “وبسبب تأخري في نشره ذلك الوقت لم أحرم نفسي فقط من حق الريادة عربيا، بل حرمت معي الشعر والأدب السعودي من تلك الريادة عربيا”. الوحيد في الأدب المحلي وعلى الرغم من ذلك فإن حبيبي يرى انه وإلى هذه اللحظة ما زال لهذا العمل قيمته المهمة في الشعر والأدب السعودي الرقمي “فهذا العمل هو العمل الشعري التشعبي المترابط التفاعلي الوحيد المنجز في الأدب السعودي حتى الآن”. يُذكر أن محمد حبيبي شاعر وناقد وأكاديمي، حاصل على دكتوراه الفلسفة في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب بجامعة الملك سعود. وله أربع تجارب في الشعر الرقمي الوسائط بدأها منذ 2006 بتجربة غواية المكان ثم حدقة تسرد 2007 وبصيرة الأمل 2018 وحيوات منسية 2023. وصدر له حتى الآن 16 كتابًا تنوّعت بين الشعر والدراسات النقدية، وهو حاصل على جائزة الشاعر محمد الثبيتي للإبداع في دورتها الرابعة عام 2021م.