السيدة التي جمعت الحكايات والأهازيج الشعبية الحجازية في كتب وسجلتها بصوتها في أشرطة وسيديهات بمجهود فردي:
أ.د. لمياء باعشن: يحزنني عدم الالتفات لمشروعي التوثيقي الذي يساهم في إحياء التراث المحلي.

تعد الدكتورة لمياء باعشن إحدى الشخصيات البارزة في المشهد الثقافي السعودي، حيث جمعت بين البحث الأكاديمي والاهتمام بالتراث الشعبي والنقد الأدبي، وأسهمت عبر عقود من العمل المتواصل في توثيق جانب مهم من الذاكرة الحجازية الشفوية. عملت على جمع الأهازيج والحكايات والمرويات الشعبية، وقدّمتها في إصدارات مكتوبة وصوتية شكلت مرجعًا أساسيًا للباحثين والمهتمين، فيما رسخت حضورها النقدي عبر قراءات معمقة ومقاربات أدبية اتسمت بالاختلاف والجدية. برز اسمها بقوة مع مطلع الألفية الجديدة حين دخلت الساحة الثقافية المحلية ناقدة تملك أدواتها المنهجية ولغتها الخاصة، مدفوعة بخبرة أكاديمية طويلة في تدريس اللغة والأدب الإنجليزي، وبحس نقدي صقلته سنوات من البحث والممارسة. وفي إطار مشروعها الكبير للحفاظ على التراث الشعبي الحجازي، تولت الدكتورة باعشن مهمة جمع 120 حكاية شعبية في كتابها «التبات والنبات»، الذي أصبح مرجعًا مهمًا للباحثين، إضافة إلى جمع الأهازيج الشعبية وتسجيلها بصوتها في أشرطة وسيديهات، لتظل نغماتها حية في ذاكرة الأجيال القادمة. إلى جانب نشاطها النقدي والأكاديمي في جامعة الملك عبدالعزيز، أنجزت الدكتورة باعشن العديد من المشاريع التوثيقية الرائدة، أبرزها كتابها «التبات والنبات»، الذي أصبح علامة فارقة في جهود حفظ التراث الشعبي الحجازي. ولا يمكننا اغفال دورها الفاعل في النادي الأدبي بجدة، حيث قدمت الكثير نت المبادرات الثقافية والأدبية. في هذا الملف الخاص، نفتح نافذة على مسيرتها الحافلة، من خلال حوار موسع تحدثت فيه عن أبرز المحطات التي شكلت تجربتها، وعن همومها الثقافية الراهنة بين النقد والعمل التراثي، كما نستعرض شهادات كتاب وكاتبات عاصروا تجربتها وأضاءوا جوانب من شخصيتها ومسيرتها: