المقاهي والأُمسيات الثقاقية

في الآونة الأخيرة شهِدَت المقاهي الأدبية في المملكة العربية السعودية إقبالًا واضحًا على إقامة الأُمسيات الشعرية والثقاقية، وبالمُقابل لوحِظ إقدام عدد كبير من الشغوفين؛ لحضورها والاستفادة منها. ولو تأمّلنا الفوائد المُترتبة على إقامتها؛ لوجدنا أنّها متنوعة وتستهدِف جميع الأطراف المعنيّة، فبدايةً تعود الفائدة إلى مُلقي الأُمسية والمُحاوِر؛ وذلك بتوسّع نفوذهما وإيصال ما لديهما لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع. وتمتد الفائدة للحاضرين وهي الحصول على فرصة الحوار وإبداء الرأي والاستفسار عن أيّ لَبس أو أمر شائِك، بالإضافة إلى تشجيعهم على القراءة فالعديد من الأُمسيات التي أُقيمت لمناقشة كُتب، روايات، وغيرها، عادَ الحاضرون منها متعطّشون لقراءة المواد المطروحة بها، وكأنّ تلكَ الأُمسية فتحت لهم الصفحة الأولى وتركت الكتاب أمامهم مفتوحًا! ولايخفى على أحدٍ أهمية التّشجيع على القراءة، فالقراءة جِسر المعرفة، ولعظيمِ شأنها كانت أوّل ما نَزل من الوحي في قوله تعالى: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }. كما تعود الفائدة للمقهى بتعظيم الربحية؛ نظرًا لتزايد عدد الحضور والإقبال عليه. وبناءً على ماسبق فإنّ انتشار الأُمسيات الثقافية في المقاهي ظاهرة تستحقّ الدّعم والإشادة، أُشبّهها بالبناء الذي يُبنى طوبةً تلو الأخرى، وآمل أنْ تتجلى نتيجتها في المستقبل المنظور، وأنْ تُسهِم في بناءِ الإنسان ونهضته.