إصدارات جديدة في المشهد الأدبي ..

أربعة كُتاب يحاورون الذاكرة والمكان.

ناصر العديلي..مجموعتان جديدتان.. ورواية قيد الاعداد صدر حديثًا عن “دار الأدهم” بالقاهرة الإصدار القصصي الجديد للكاتب والقاص ناصر محمد العديلي، متضمنًا مجموعتين قصصيتين في كتاب واحد، هما: “وقت للحب.. وقت للحرب” و “الزمن والشمس اللذيذة”. اهدى المؤلف الكتاب “الى روح والدتي منبع الخب رحمها الله، تعرف قصصي ولن تقرأها”. يحمل الغلاف توقيع الفنانة التشكيلية منال الرويشد، ويجمع الإصدار بين مجموعتين تباعد بينهما أربعة عقود، في تجربة سردية تستعرض تطور الحس القصصي لدى العديلي وتنوع أدواته الجمالية والتأملية. العديلي، إلى جانب كونه كاتبًا للقصة، هو باحث في إدارة الأعمال. يحمل درجة الدكتوراه في الإدارة، وله مؤلفات مرجعية تُدرّس في بعض الجامعات السعودية والعربية. صدرت له ترجمات ومؤلفات في الإدارة، إلى جانب أعمال أدبية أخرى، من بينها رواية قيد الإعداد ومجموعات قصصية تنتظر النشر، مما يجعل تجربته مثالًا على التقاطع الخصب بين العلم والسرد. “عبدالرحمن المحسني ..عندما يتحول الحجر إلى حكاية صدر عن دار الباسل للنشر والتوزيع كتاب جديد للناقد والأكاديمي الدكتور عبدالرحمن المحسني بعنوان “النص والأمكنة: فصول في السرد والشعر”، وهو عمل نقدي يتجاوز التناول التقليدي للمكان في النصوص، ليقدمه بوصفه كائنًا حيًا، ينبض بالرموز والتأويل، ويتحوّل إلى شريك فاعل في تشكيل المعنى، لا مجرد خلفية للحدث. في هذا الكتاب، كما يقول المؤلف على غلافه الأخير، تتشابك رحلات شخصية في المكان، من الهند إلى فيينا، ومن هارفارد إلى ليلى، مع قراءات نقدية معمّقة لنصوص سردية وشعرية، أبرزها رواية جبل حالية للروائي إبراهيم مضواح، وتجليات المكان في شعر إبراهيم طالع. ومن خلال هذه الفصول، يمدّ المحسني خيوط الكتابة بين التجربة الذاتية والرؤية النقدية، في محاولة لجعل المكان نصًا مفتوحًا على الدلالة. وفي خاتمة الغلاف يكتب المحسني: “ولا يسعنا في البدء والختام، إلا أن نقف إجلالاً لقوة الكلمة التي تستطيع أن تحول الحجر إلى حكاية، والتراب إلى تبر وأدب، والمكان إلى عالم من الإمكانات.” عبدالله ساعد يروي “صمت القرى” أصدر القاص عبدالله ساعد المالكي مجموعته القصصية الجديدة “صمت القرى” عن نادي الطائف الأدبي، حاملة في عنوانها وإهدائها ومضامينها شجنًا خاصًا، يعبّر عن افتقاد أمكنة وروح كانت مأهولة يومًا بالحياة والضجيج، ثم ابتلعها الصمت. اهدى القاص مجموعته : “إلى الطائف.. حلم الطفولة وصدى الذكريات…”، المجموعة احتوت عشرين نصًا توزعت بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جدًا (ق.ق.ج)، كتبها بأسلوبه المتفرّد، السلس والعصيّ على التقليد في آن. يحمل عبدالله ساعد في نصوصه عالمًا قرويًا يتفرد هو وحده بكتابته، بوصفه يوتيوبيا أخيرة اندثرت بصمت، واضعًا أمامنا ليس مجرد مجموعة قصصية، بل مرثية ناعمة لزمن بسيط مضى، ومرافعة هادئة عن ذاكرة ما زالت تنبض في وجدان كاتبها. رائد العيد يُجدِّد علاقة القارئ بفضيلة المديح صدر لدى دار «دوِّن» في القاهرة كتاب جديد للمؤلف والكاتب رائد العيد تحت عنوان «مدائح تائهة» وهو الإصدار الرابع في مسيرة المؤلِّف بعد ثلاثة كتب نقدية وثقافية سبق أن رسَّخت اسمه في مشهد الكتابة العربية المعاصرة. يلتقط الكتاب تفصيلات الحياة اليومية ويصقلها بضوءٍ فلسفيٍّ رشيق، من الخشبة القديمة في سقف بيت سوريٍّ طفولي، إلى لوحات المتاحف، إلى «اللايك» في زمن السوشيال ميديا. بهذا يمزج العيد سردية المكان بسردية الفكرة، ليقدِّم نصوصًا مفتوحة بين المقال الشخصي والبحث الثقافي؛ فيه طزاجة الملاحظة وسلاسة لغةٍ لا تتورّع عن طرح أسئلة وجودية مباشرة من قبيل: «أيمكن للإنسان أن يعيش بلا سقفٍ يقي ذاكرته من فيضان الماضي؟» يقع العمل في نحو 160 صفحة توزَّعت على تسعة فصول تحمل عناوين كثيفة الدلالة. ويختبر العيد في كل فصل فكرة كبرى عبر تأملات ولحظات سيرة شخصية، موزِّعًا نظره بين التجربة الفردية وأسئلة الوجود الجمعي. ينطلق من أطروحة بسيطة: المديح ليس مجاملة زائدة، بل فعل اكتشافٍ للجمال واعترافٍ به؛ ومن هنا يشرع في تحليل علاقة البشر، والأشياء، وحتى الأماكن، بحاجةٍ فطريةٍ إلى أن تُمتدَح أو تُؤطَّر. «مدائح تائهة» لا يَعِدُ القارئ بخريطةٍ جاهزة، بل برحلة تنقض يقيناته حول المدح، والبداية، والإطار الذي يحدِّد رؤيته للعالم. ومع أن العيد يصرُّ في الإهداء على أن الكتاب موجَّهٌ «إلى من تاهت عنهم المدائح»، فإنه في النهاية يُحسن إرجاع المديح إلى موضعه الطبيعي: قيمة أخلاقية تعيد ترتيب علاقتنا بأنفسنا وبالآخر.