هيئة الأدب والنشر والترجمة تقود المشاركة السعودية في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025.
إقبال جماهيري ملحوظ على جناح المملكة بالمعرض في أيامه الأولى.
تشارك المملكة العربية السعودية بحضور لافت في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته السادسة والخمسين، والذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب خلال الفترة من 23 يناير وحتى 5 فبراير 2025، تأتي المشاركة تحت قيادة هيئة الأدب والنشر والترجمة ضمن جهود المملكة المستمرة لتعزيز حضورها الثقافي على المستويين الإقليمي والدولي، واستعراض موروثها الثقافي الغني، والإسهامات المتزايدة التي تقدمها في الحراك الثقافي العالمي. إقبال جماهيري لافت يبرز الجناح الموحّد للمملكة بمشاركة 11 جهة حكومية بقيادة هيئة الأدب والنشر والترجمة، منها: وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ومجمع الملك سلمان للغة العربية، والملحقية الثقافية السعودية بجمهورية مصر العربية، إضافة إلى مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، مكتبة الملك فهد الوطنية، والمرصد العربي للترجمة، وجامعات سعودية مثل جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وجامعة الأمير سطام، وجامعة تبوك، وجامعة حفر الباطن، وجمعية النشر. هذه المشاركة تعكس اهتمام المملكة بتوسيع نطاق التعاون الثقافي مع مصر والعالم العربي، وتعزيز التبادل المعرفي والأدبي. وكان من اللافت أن الجناح قد شهد إقبالًا جماهيريًا ملحوظًا في الأيام الأولى للمعرض، حيث توافد الزائرون من مختلف الفئات العمرية للاستمتاع بما يقدمه الجناح من أنشطة ثقافية وفعاليات متنوعة، ويستعرض الجناح عددًا من الإصدارات التي تسلط الضوء على الأدب السعودي، بالإضافة إلى دراسات وإصدارات حول الترجمة واللغة العربية. كما وفرت الشاشات التفاعلية والأنشطة المبتكرة منصة جاذبة للشباب، مما عكس اهتمام المملكة بالانفتاح الثقافي وتعزيز ثقافة الحوار. وفي تصريحات سابقة؛ أكد د. عبداللطيف الواصل، الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، أن المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب تأتي في إطار الجهود المستمرة لتعزيز حضور المملكة على الساحة الثقافية والأدبية الإقليمية والعالمية، ورفع الوعي بالموروث الثقافي السعودي، وإبراز إسهامات المملكة المتنامية في الحراك الثقافي العالمي، وأوضح أن الهيئة وفّرت جميع الإمكانات لتعزيز مشاركة دور النشر والمكتبات السعودية في معارض الكتاب المحلية أو العالمية، كما تستهدف أيضا جذب دور النشر الدولية إلى المعارض السعودية عبر إقامة شراكات وتعاونات جديدة، وتعزيز التبادل الثقافي بين المملكة والعالم. دعم اللغة وتعزيز المحتوى يُشارك مجمع الملك سلمان العالميُّ للُّغة العربيَّة في المعرِض ضمن الجناح الموحَّد للمملكة، في إطار رؤيته لتعزيز مكانة اللّغة العربية، ودعم منظومة المحتوى الثقافي العربي، وإبراز جهوده في مجال النشر العلمي، ويستعرض المجمع في مشاركته سلسلة إصداراته التي تتجاوز 300 إصدار رقمي ومطبوع، ومنها: 45 إصدارًا حديثًا تغطي مجالات التَّخطيط والسِّياسة اللُّغويَّة، والحوسبة اللُّغويَّة، والبرامج التعليميَّة، والبرامج الثقافيَّة، وهو ما يعكس التزامه بإثراء المكتبة العربية بمصادر معرفية متخصصة تخدم الباحثين والمهتمين باللّغة العربية، وتدعم تطورها في جميع القطاعات. تهدف مشاركة المجمع إلى تسليط الضوء على الجهود المبذولة في تطوير المحتوى اللغويّ وحضور اللغة العربية في المجالات البحثية والتعليمية والثقافية، وتسعى إلى إبراز دور المجمع في تحقيق مرجعيَّة عالميَّة في المدونات اللُّغويَّة. يُذكر أن المجمع شارك في العديد من معارض الكتاب المحلية والدولية، بهدف تحقيق أهدافه الاستراتيجية الرامية إلى تعزيز الهوية اللغوية وإثراء المحتوى الثقافي العربي. ويواصل جهوده لإبراز اللغة العربية كعنصر أساسي في المشهد الثقافي العالمي، ودعم الباحثين والمختصين بمصادر معرفية متجددة تساهم في الارتقاء بالمحتوى الثقافي والتعليمي. ندوات وجلسات حوارية سيشهد الجناح السعودي الموحّد تنظيم سلسلة من الندوات والجلسات الحوارية التي تناقش قضايا أدبية وثقافية راهنة، وتهدف هذه الفعاليات إلى تعريف الجمهور المصري والعربي بالإنتاج الفكري السعودي، وتسليط الضوء على جهود المملكة في بناء قاعدة معرفية متينة تخدم الثقافة العربية، من أبرز حوارات ولقاءات الأجندة؛ “هنا القاهرة”، للأستاذ حامد الشريف، حيث سيتناول الحوار حديثًا عن الأدب والثقافة وواقعهما في القاهرة وأثرهما على الأديب السعودي ورؤيته لهذه الحركة ومدى اندماجه فيها، أما الدكتور سعد البازعي فسيكون ضيفًا على الجناح للحديث عن “الجوائز الأدبية وأثرها”، ومن المقرر أن يتناول في حديثه أهمية الجوائز الأدبية والثقافية في التحفيز على النشر الأدبي وتطوير العمل والمنافسة الحقيقية والإيجابية وتعريفها إلى ثقافات بعضها البعض، وفي لقاء آخر سيدور الحديث مع البازعي عن “الجسر الثقافي الممتد من الصحراء إلى النيل”، وخلاله سيتحدث عن العلاقة بين السعودية ومصر، وهي بلا شك علاقة قديمة جدا، وبينهما إرث ثقافي وأدبي كبير، ونتاجات مشتركة وتأثيرات على الجانبين، وتبادلات فكرية وعملية. وفي حوار تحت عنوان “السعودية في عيون القاهرة” سيتحدث الأستاذ أسامة الواصلي عن استضافة السعودية على أرضها لأدباء وكتاب مصريين كثر، وتاريخها في دعمهم وتكريمهم ومساهمتها في تطوير أعمالهم، أما أ. د. هاني الملحم فسيتناول بالشرح مبادرة “ معتزلات الكتابة” التي أتاحت لأدباء وكتاب مصريين الدخول إلى المملكة من منظار جمالي مختلف، فيما سيتحدث الأستاذ نواف الدغيشم عن “مبادرة ترجم” وأثرها في إثراء المحتوى العربي والتبادل الثقافي وتعزيز دور المترجم. من خلال هذه المشاركة البارزة، تؤكد المملكة التزامها بتحقيق رؤيتها الثقافية الطموحة التي تعزز من دورها كجسر للتواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب، ولا شك أن وجودها في معرض القاهرة الدولي للكتاب ليس مجرد مشاركة تقليدية، بل رسالة حضارية تسلط الضوء على إسهاماتها الثقافية ودورها المتنامي في المشهد الثقافي العالمي.