الرياني : في ليلة سرد على شذى عطر أ زرق..

من رعشة المسارحة بدأت خطواتي الصحيحة مع الأدب.

يواصل مقهى (أسمار) الشريك الأدبي لهيئة الأدب والنشر والترجمة بمحافظة أحد المسارحة سلسلة فعالياته الثقافية والفنية المتنوعة، حيث أقام أمسية سردية حوارية للكاتب والقاص محمد بن حسن الرياني ،الأمسية أدارها وحاوره فيها الأديب والإعلامي الأستاذ يحيى عطيف الذي استهل تقديمه بالترحيب بالحضور وفارس الأمسية على ضفاف وادي خلب وسط حضور مميز من المهتمين بالسرد والأدب والثقافة بشكل عام من الجنسين ، بداية قال مقدم الأمسية ، إننا عندما نتحدث عن القصة وعن فنونها وجمالياتها المتعددة ، فإننا نعود بالذاكرة الى بداية القصة في جازان وإلى اول قصة نشرت وذلك في عام 1375 للهجرة في مجلة المنهل ، وكان عنوانها (قلب الأسد) لكاتبها الكبير محمد زارع عقيل رحمه الله واليوم هي أي القصة امتداد لهذا الألق والإبداع ثم تحدث عن مسيرة ورحلة ضيف الأمسية ومحطاته العملية عبر التعليم والإعلام والأدب التي امتدت لأكثر من أربعين عاما ،ً فقد كان رئيساً لقسم النشاط الثقافي واستحدث قسماً للأندية الأدبية الطلابية بالشراكة مع نادي جازان الأدبي ، كما كان مديراً لإدارة الإعلام التربوي ومتحدثاً لتعليم جازان وغيرها من الإدارات التي تولاها كما تحدث مدير الأمسية عن علاقة فارس المساء السردي بالصحافة وكتاباته في عدة صحف وكانت له زاوية في صحيفة الرياض بعنوان (أوراق محرر) وأشار عطيف أن رحلة القاص الرياني مع النشر جاءت متأخرة وبعد تقاعده وهي محلقة في سماوات الإبداع تاركاً له الحديث ، حيث استهل القاص محمد الرياني حديثه مستعيداً ذكرياته ومحطاته الإعلامية المختلفة وأثر المذيعين الرواد في مسيرته الإعلامية والأدبية وذكرياته في أحد المسارحة كونها المحافظة التي شهدت بداياته في التعليم وأثرت في مسيرته الأدبية وقال إن قرية (رعشة) التابعة لمحافظة أحد المسارحة التي بدأ فيها معلما في الثامنة عشرة من عمره أنها هي البداية والشرارة الحقيقية لرحلته مع التعليم والأدب ، وأشار إلى ان أرضَ (رعشة) وطلابها وأناسها ببساطتهم وروعتهم جعله لا ينساها ولا ينساهم بل ويتذكر أسماءهم الثلاثية والرباعية على الرغم من مرور أكثر من ٤٤ عامًا على عمله معلما في مدرسة (رعشة) الإبتدائية ، وأضاف إنه اضطر لأن يشتري حذاءً (زنوبة) خضراء مقاس ٩ بعد أن تمزق حذاؤه وبعد أن أغلقت المحلات أبوابها وابتعاده عنها كي يتسنى له اللحاق ببقية ساعات الدوام قبل انتهائه ليجد المدير الفلسطيني في طريقه للمغادرة الذي كتب له خطاب مباشرة الدوام في المدرسة التي عين فيها وهو ينظر إلى حذائه الأخضر الصغير ، وعن الإعلام قال الرياني إنه بدأ شغوفًا بالإعلام قبل التحاقه بالمدرسة في سن الخامسة أو أقل وأن المذيعيْن الكبيرين بدر كريم يرحمه الله وحسين نجار يحفظه الله قد أثرَّا فيه وأثْريَا معلوماته كما أنه كان عاشقاً لدرجة كبيرة للمذياع وشغوفاً به ، لدرجة أن أسرته كانوا يحتالون عليه بصناديق الكبريت الصغيرة ويقنعونه بأنها مذياع حتى جاء ابن عمه من الرياض ومعه مذياع كبير ليكون سميراً له مدة من الزمن وليستمر هذا الشغف الإعلامي معه إلى الآن ، وعن علاقته بالصحافة قال موضحًا أنه كتب أول مقال له في الصحافة المحلية في العام ١٤٠٤هـ ليتفاجأ أنه منشور بعد أسبوع من إرساله في البريد. وان علاقته توطدت بعد ذلك بصحيفة الرياض كاتباً ومحرراً وعن مؤلفاته قال الرياني : إنه أصدر أول مجموعاته : (ليلة على الرابية) عن طريق نادي جازان الأدبي والدار العربية للعلوم العام ٢٠١٧م مستلهمًا هذه القصة من الريف الجازاني حيث كان يذهب برفقة أمه على حمار من أجل حصد قصب الذرة لإطعام الشياه ويخص نعجة معهم كي يتشارك مع صغير النعجة في شرب الحليب وقال إنه كان يصعد على رابية قريبة من الزرع وتلحق به أمه ويطلب منها أن ترسم له سيارة لترسم له مستطيلًا معوجًا وعلى طرفي المستطيل دائرتين معوجتين أيضًا على أنها إطارات السيارة ؛ ليعودا لإطعام الشاة أو الشياه ومواليدها ، ليتولى النشر بعد( ليلة على الرابية) إلى العام ٢٠٢٤ م ويصل إلى مجموعته القصصية الحادية عشرة والتي وسمها بـ (زجاجة عطر زرقاء) ويجعلها عنوانًا للسرد وهي الإصدار الأخير له.وحفلت الأمسية بالعديد من الأسئلة والمداخلات من قبل الحضور حيث سئل ، عن سر غزارة الكتابة المتتالية فأجاب: انه يشعر بسعادة بالغة وهو يكتب للناس والبسطاء وهذا ما جعله يكتب بغزارة لأنه يتقمص كل الشرائح والشخصيات ونبض الشارع والحياة ليكتب عنها ، واعتبر الرياني أن القُبلة التي طبعَها عليه معلمه في الصف الأول الابتدائي وبادله بها قد جعلته يحب التعليم ولا يحب الغياب ملتزمًا بالدوام طالبًا ومعلمًا ومشرفا ومديرا في كل محطات حياته . وقرأ الرياني في ثنايا الأمسية عددًا من النصوص القصصية التي حملت عناوين إصداراته ومنها : (ليلة على الرابية) و(جدران الطين) و(بذور المانجو) و(خطوات تمنحني عطرًا) و(أرجوحة تالين) . واستمتع الحضور بسرد ذكرياته عن التعليم والإعلام والأدب كما وقع الكاتب في ختام الأمسية على إصداره الجديد : (زجاجة عطر زرقاء) وأهداه لكافة الحضور بعد ليلة سرد بهية تم بعدها تكريم ضيف الأمسية من قبل الشريك الأدبي كما قدم الرياني درعاً تكريمياً لأسمار بهذه المناسبة