رفض عربي وإسلامي للتهجير.
دعت عدة دول عربية، إضافة إلى الجامعة العربية ممثلة في البرلمان العربي، ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى رفض الدعوات الرامية لتهجير سكان غزة؛ بحجة أنها لم تعد صالحة للسكن. جاء هذا الرفض الواسع بعد بدء عمليات عودة النازحين الغزاويين لديارهم في ظروف إنسانية ومعيشية بالغة السوء، وفي ظل غياب أبسط مقومات الحياة من ماء وكهرباء، حيث الظلام الدامس الذي استقبل العائدين، بما يشبه ظلام المستقبل في أعينهم، ولكن في النهاية فإن الأرض وإن كانت مظلمة ستبقى هي المأوى الممكن لإنسانها. من جانبها فقد أعربت المملكة أيضاً عن رفضها القاطع لإغلاق مكتب الاونروا في غزة، مشددةً على المجتمع الدولي أن يضطلع بدوره في تذييل العقبات لإرساء دعائم سلام فعلي وحقيقي في المنطقة، ومستنكرة ما تقوم به إسرائيل من تعمّد وضع عراقيل أمام أي جهود من شأنها الدفع بعملية السلام، وذلك بسبب ما تقوم به خلال هذه الأيام من فتك بربري في قطاع غزة. إن العالم اليوم مطالبٌ بموقف أخلاقي مما يجري في غزة من كارثة إنسانية؛ فالشيء الذي ربما لا تفهمه إسرائيل ومن خلفها ممن يدعمها أن السلام الفعلي الذي يمكن أن يتحقق بشكل فعال وواقعي لا يمكن تحقيقه بالعنف والبطش، وأن بالإمكان تحقيقه بطرق أكثر فعالية، ومنها تمكين الفلسطينيين من حياة كريمة يحظون فيها بتنمية ناجحة، وفتح لأبواب الاستثمارات الوافدة، وذلك بدلاً من إيصال الإنسان الفلسطيني إلى لحظة اليأس ثم يُطلب منه أن يتخلى عن كل شيء، وفوق كل هذا أن يترك أرضه ليعيش نكبةً جديدة في تاريخه، وكأن قدره أن يظل منكوباً!! ما يحتاجه قطاع غزة الآن، وبشكل عاجل، إعادة إعمار القطاع بدعم دولي؛ وذلك لأن ما يعادل 90% من القطاع قد تدمر تماماً. هذا إلى جانب المساعدات الإغاثية والإنسانية العاجلة. فضلاً عن ضرورة سرعة عودة الخدمات الحيوية كالماء والكهرباء وفتح المنافذ لإيصال المواد التموينية.