غنائية احتفاءٍ بشعراء لا نعرفهم.
لم يعدِ الضوءُ إلى المعنى لم تعدِ الأشجار ظلالاً، ننحت في العمرِ لندرك أسراب الدهشةِ فتصير محالاً، نبتكر من الآتي وجعاً ومن الماضي محض خرافاتٍ لنسير على كتف الوقت العبثيّ سؤالاً. عمَّن جرب أوهامَ العزلةِ وأفاق ليسأل عن منفاه عن وجه تحفظه الطرقاتُ لتلتقط الصورةُ معناه عن سيجارةٍ حزن أشعلها العابر كي يرتاد خطاه أعمى يتسلل في نعش التاريخ ليبصر بقميص الموت أباه. ذات مساءٍ كتب صديقي «كومبا» والآخر عبّر عن غربته «بتعاويذ الملاح»، والآخر يكتب عن وطنٍ لا شيءٌ فيه سوى الغربةِ وطن تحكمه الأشباح، هطلوا أغنيةً أغنيةً وجعاً وجعاً، وأنا في ذاتِ الوقت رأيتُ اللوحةَ كاملةً لم أُنكر فلسفةَ الرمقِ المسفوحِ من الليل لكني أنكرت المصباح. أحتاج لترتيب الفوضى في رأسي كأسين، أو أحتاجُ لكأس ثالثةٍ لأمارسَ في نصي فن التجريب، أو كأس رابعةٍ لأعاود ترتيب الفكرة ثم أغيب، وأعود لأكتب عن ذاك الشاعرِ حين يموت بفكرته بعنايةِ من سرقوا الدهشةَ ورعايةِ من ماتوا بقصائدهم قيد التعذيب. مذ عُلمَ آدمُ أسماء الأشياء، فقدت اسمي ما بين الموتى والجرحى وتباين لي ضوءٌ مع آخرِ من صلوا وأنا أتوضأ في دمعي أتلاشى كي أحصر جمعي بصري مكتظٌ بالأشباه، وفمي أغنيةٌ لطريقٍ غاب أنا كل الشعراء حضوراً في المنبرِ وغياباً في المحراب.