في كتاب رحيق أزهار البراري لسلمان الأفنس الشراري..

500 رسالة متبادلة بين الأديب الراحل والمثقفين.

في ظل هذا العنوان المعبر: “رحيق إزهار البراري.. في رسائل سلمان الافنس الشراري”، وضع المؤلف: “إبراهيم بن سلمان الافنس الشراري”، هذا الكتاب الذي يحتوي على العديد من صور الرسائل التي دونت بخط اليد، أو طبعت بالآلة الكاتبة، التي كانت سائدة لفترة ماضية من الزمن، لكن بظهور رسائل التواصل الاجتماعي عبر البريد الالكتروني المصحوب بالثورة التكنولوجية، التي يشهدها العالم الآن وبضروبها المختلفة، تلاشت معها تقريبا الرسائل الورقية، التي كانت في يوم ما، الوسيلة الوحيدة تقريبا للتواصل عن بعد بين الناس، في وقت كانت معه الخطابات التقليدية ذات قيمة ومغزى في النفوس، وبها رونق فكري مميز، سيظل بمثابة ذكرى لها قيمة جميلة، عبر الأيام في قلب كل من عاصر تلك الحقبة التي توارت. وكان من يتلقى تلك الرسائل بكثرة ومن مصادر وجهات شخصية أو رسمية متعددة، يعتبر من علية القوم وسادات زمانه. ومن هؤلاء البارزين في مجتمعهم، تطالعنا سيرة الكاتب والأديب المميز: “ سليمان بن الافنس الشراري” رحمه الله تعالى. مما حدا بنجله البار، الأستاذ والباحث الأدبي الشاب: “إبراهيم بن سلمان بن الافنس الشراري” بوضع هذا الكتاب عن والده، الذي أورده بعنوان: “ أزهار البراري.. في رسائل سلمان بن الافنس الشراري”.. يقع الكتاب في /216 ص/ من القطع الكبير، وزعت على العديد من العناوين الرئيسة والفرعية التي منها: الإهداء، والتقديم، والمقدمة، ومدخل، وما قبل الزائر الأخير، ثم استعراض لبعض صور الرسائل الصادرة أو الواردة للمرحوم سلمان الشراري، بالإضافة للقطات صور منوعة له، أثناء زيارته لبعض المراكز الحكومية أو غيرها، ولقائه مع بعض كبار المسئولين في الدولة أو خارجها، التي كان منها صورته مع المرحوم خادم الحرمين الشريفين الملك: “سلمان بن عبد العزيز آل سعود” حفظه الله. ومن محتويات الكتاب الأخرى: - الإهداء: حيث يهدي المؤلف عمله الأدبي هذا، إلى والده رحمه واسكنه فسيح جناته. - تقديم: تم تقديم فحوى الكتاب من قبل الشاعر والأديب السعودي: “محمد بن حلوان الشراري”، الذي استهله بقوله: إن مكتبة الافنس الشراري الحاوية على صنوف متعددة من الكتب والمجلدان، ذات المواضيع والعناوين المنوعة، إلى جانب جملة من الرسائل التي دونت بخط اليد، أو كتبت بالطباعة العادية، التي تبادلها مع الملوك والأمراء والشيوخ والمثقفين والكتاب، وما تتضمنه من مضامين سامية، وصدق ووفاء لشخصه الكريم. وقد حرص رحمه الله على أرشفة تلك الرسائل، وتصنيفها في مجلدات خاصة، كتلك التي بينه وبين العلامة الشيخ: حمد الجاسر، وغيره من أعلام الأدب بمختلف مضامينه. • المقدمة: استهل المؤلف مقدمة الكتاب بالقول: رافقت والدي الأديب سلمان الافنس الشراري، في الكثير من رحلاته، في سبيل نشر أنواع الأدب وألوان الثقافة المختلفة، كما قابلت برفقته الكثير من الأدباء وأهل الفكر المميزين. مما جعل والدي رحمه الله، إن يكلفني بالإشراف على مكتبته المنزلية الخاصة، التي كانت تحتوي كما أسلفنا، على العديد من رسائل الأحبة التي منها الصادر ومنها والوارد، ونظرا لأهميتها الثقافية والأدبية والتاريخية، ارتأيت أن تخرج هذه الرسائل إلى عالم النور، لما تحمله من مضامين مميزة تستحق النشر، لشمولها على أنواع من البلاغة ونفاذ البصيرة، إلى جانب معلومات وقصائد قيمة، أو نظرات نقدية، أو متطلبات واحتياجات عامة، أو عن محافظة طبرجل خاصة. لذا فقد عمدت على فرز تلك الرسائل وجمعها وإعادة ترتيبها حسب تاريخ صدورها، حيث بلغ مجموع تلك الرسائل المتبادلة حوالي، / 500/ رسالة. •مدخل: في هذا الباب يورد الكاتب نبذة مختصرة عن الأديب المرحوم: “سلمان بن الافنس الشراري”، الذي ولد في “قراقر” بوادي السرحان عام / 1375/ هجرية. وفي مدينة الدمام، تلقى تعليمه المدرسي الأول، ثم واصله في منطقة الجوف، ولما تقدم به العمر قليلا، ونتيجة حبه للقراءة والكتابة، وتعلقه الظاهر بالصحافة تحديدا، وصحبته الدائمة لها بأنواعها، من جرائد ومجلات وسواهما، سهلت له طريق الولوج إلى هذا العالم الإعلامي بامتياز، وكان بداياتها عمله كمحرر صحفي في مجلة : “الشرق”، وتحديدا في صفحة “ سفر ومحطات”، إلى جانب ذلك كان يكتب الشعر والقصة، والقيام بالاستطلاعات وإجراء التحقيقات والمقابلات الصحفية، التي دونها في العديد من المجلات والصحف. ثم طور نفسه تدريجيا في هذه العوالم الأدبية المنوعة، التي أهلته لولوج العمل في التأليف والتوثيق، وكان أول انجازاته ديوان شعر بعنوان: “ ترانيم عاشق”، ثم توالت إصداراته الإبداعية التي بلغت حوالي ستة وعشرون عمل، ذات مضامين ثقافية ومشارب متعددة. - كتب صدرت عن الأديب: “ سلمان بن الافنس الشراري”. التي منها: •“ صفحات من حياة الأديب: والمؤرخ..سلمان بن الافنس الشراري، ملفى الشراري ابن طبرجل. •سلمان الافنس، من الجوف إلى الجوف..تأليف الأديب: “محمد حلوان الشراري” • “سلمان الافنس في عيون محبيه”، جمع فيه المؤلف البرقيات وخطابات التعازي والمقالات، التي كتبها العديد من الأدباء والمثقفين، بعد وفاة الراحل. •ما قبل الزائر: في هذا الباب يتحدث المؤلف عن مقالة كتبها المرحوم : سلمان الافنس الشراري” بعنوان: تسعون يوما عجافا عشتها”، جاء فيها: لقد مررت خلال التسعين يوما الماضية في مرحلة عمري، أعدها من أصعب الأيام التي مررت بها، حين تعرضت لوعكة صحية ألزمتني الفراش، ومراجعة الطبيب، اسأل الله إن ما مر بي لا يصيب مثله صديق، وأملي بالله أعظم واكبر. ثم يضيف المرحوم الأديب: “ سلمان الافنس الشراري، قائلا: ثم علمت سر مضمون ما قاله الشافعي: لا تجزع لحادثات الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء وما قاله” إيليا أبو ماضي”، الذي لم يترك لنا ما نستطيع إضافته على قصيدته التي قالها وهو في فراش المرض: مرضت فأرواح الصحاب كئيبا بها ما بنفسي، ليت نفسي لها فدى • ختاما: ثم يختم المؤلف كتابه بقول المرحوم: سلمان الافنس: “ لأحبائي الذين عادوني هاتفيا ووصالا، أو سؤالا من طبرجل، ومن داخل المنطقة وخارجها في المملكة العربية السعودية، وفي البلدان العربية الأخرى، لهم مني كل الشكر والوفاء، ولله الحمد من قبل ومن بعد. ومن الجدير ذكره، إن المؤلف أورد بعض النفحات عن حياته العلمية والأدبية، ونشاطاته الإبداعية المختلفة في مجالاتها الكتابية المتعددة.