شكل ملتقى قراءة النص طوال تاريخه الطويل فضاءً حيويًا يجمع نخبة من المثقفين والأدباء والنقاد، ليكون منصة تستعرض منجزات المشهد الثقافي السعودي، وتسهم في رصد تحولات التاريخ الأدبي والفكري في المملكة. في هذا الاستطلاع، يسلط المثقفون الضوء على أهمية هذا الملتقى ودوره في تعزيز الحركة الثقافية، وإبراز أثره كنافذة تفتح آفاقًا جديدة للحوار والبحث في قضايا الأدب والثقافة. مكانة ثقافية وأديية. أرجع الدكتور حسن حجاب الحازمي مكانة وأهمية ملتقى قراءة النص الادبية والثقافية منذ عشرين عامًا الى أمور عدة بدأها بحرص المسؤولين في نادي جدة الثقافي الادبي على الحفاظ على هذه الاستمرارية “حتى أصبح علامة ثقافية له ولثقافة المملكة. وأضاف” كذلك موضوعاته المتجددة والحيوية التي تعالج دائمًا موضوعات نقدية وثقافية مهمة وترصد تاريخ الحراك الأدبي والنقدي والثقافي للملكة، ولا نغفل عن الأسماء النقدية المهمة التي تشارك فيه من داخل المملكة وخارجها، مما جعله محفل ثقافي مهم يتطلع جميع المختصين والمهتمين للمشاركة فيه وحضوره”. وأوضح الحازمي ان من الأمور التي اوجدت مكانتة واهميته حرصه على تكريم شخصية ثقافية ذات أثر بارز ومسيرة حافلة متصلة بموضوع الملتقى “ فحاز قصب السبق في تكريم عشرات الشخصيات الثقافية المؤثرة في مسيرة الحركة الثقافية في بلادنا، وهو تكريم يتضمن احتفاء بالشخصية المكرمة وقراءة في منجزها وطباعة لبعض إنتاجها ، وطباعة لسيرتها مع شهادات من قبل الأدباء حول هذه الشخصية ، وأغلب الشخصيات المكرمة في السنوات الأخيرة كانت شخصيات على قيد الحياة شهدوا هذا التكريم وتذوقوا حلاوته ، وهي نقطة مهمة تحسب للنادى ولملتقى قراءة النص”. وتابع:”ويكرم في نسخته الحالية علمًا من أعلام المملكة الكبار الذين أسهموا في تدوين التاريخ الثقافي للملكة وهو الأستاذ القدير محمد عبدالرزاق القشعمي الذي ألف أكثر من خمسين كتابًا جلها توثيق ورصد للتأريخ الثقافي بكل جوانبه وقراءة في هذا المنجز، وهو اختيار موفق وينسجم تمامًا مع عنوان الملتقى”. وأشاد الحازمي بتركيز نادي جدة الادبي الثقافي من خلال ملتقى قراءة النص في السنوات الأخيرة على قراءة تاريخ المشهد الثقافي في المملكة “فمن قراءة في منجز الصحف والمجلات الثقافية في المملكة إلى قراءة في الصالونات والمجالس الثقافية في المملكة، الى قراءة في الخطاب الأدبي والنقدي لنادي جدة الأدبي، إلى هذا الملتقى الحادي والعشرين الذي يقرأ التاريخ الثقافي في المملكة من المشافهة إلى التدوين”. وبارك الحازمي لنادي جدة الادبي الثقافي نجاحات ملتقى قراءة النص المتواصله “فهنيئا لنا في المملكة بهذا الملتقى المميز الذي يعد علامة فارقة في مسيرة الثقافة والأدب في بلادنا الحبيبة”. عمق وإثراء ويرى الدكتور أحمد اللهيب أن ملتقى النص واحد من أهم الفعاليات الثقافية” فامتداده التاريخي وما قدمه من عناوين يشفع له بأن يكون من أبرزها، ومصدرًا مهمًا للباحثين والدارسين، حيث أصبح مادة خصبة لعنوان دراسة أكاديمية تكشف عن معالمه وتسبر أغواره وتحيط بعطاءاته المختلفة وجهوده المتنوعة”. وأضاف” بأن تعاقب الأجيال المعرفية المحافِظة على الإطار العام للملتقى والجهود المتوالية والعقول الواعية والإدراك التام لأهمية الفعل الثقافي وأثره في تحريك المياه المعرفية ساعد على نهوض ملتقى قراءة النص واستمراره. كما أشار إلى أن عنوان ملتقى النص لهذا العام وهو (التاريخ الأدبي والثقافي في المملكة العربية السعودية بين الشفاهية والكتابية) له أهمية كبرى، كون مملكتنا الغالية لها تاريخ عميق يجمع بين الشفاهية والكتابية، مما يدعو لإبراز هذا الجانب من تاريخ وطننا وكشف ملامحه والغوص في أعماقه ليكون هذا التاريخ شاهدا على هذا التطور المعرفي في بلادنا”. مورد خصب وعدّت الدكتورة هيفاء الجهني ملتقى قراءة النص مورداً خصباً ومعيناً دائم التدفق والعطاء “وذلك بموضوعاته المتنوعة، وحفاظه على الانعقاد السنوي، وبما يرتاده من أدباء ونقاد ومفكرين على مستوى الوطن العربي، وبما يوفره من إمكانات تنظيمية رفيعة المستوى، وبما يختار من مواضيع مواكبة لأحداث الساحة سنويًا، ومن ذلك اختياره لهذا العام موضوعًا حيويًا بما يحتويه من فكر إنساني، وقيم فنية خالدة، ومبادئ إنسانية حية قادرة على التأثير في نفوس الجماهير وعواطفهم ورفع مستوى الوعي وتربية الذوق لديهم؛ ألا وهو التاريخ الأدبي والثقافي في المملكة العربية السعودية بين الشفاهة والكتابة”. وزادت “ فالتاريخ الادبي والثقافي يمثل جذور الأمة وحضارتها على مر الزمان وما تراكم خلال الأزمنة من تقاليد وعادات وتجارب وخبرات وفنون وعلوم في أرجاء الوطن، وهو جزء أساس من قوامه الاجتماعي والإنساني والسياسي والخلقي، يوثق علاقة الحاضر بالأجيال السابقة التي عملت علي تكوين هذا التاريخ وهذا الإرث الفكري والحضاري فكان اختيارا دقيقا من قبل نادي جدة الأدبي لهذا الموضوع ومحاولته ربط الحاضر بالماضي وتحقيق أحد بنود رؤية المملكة حول الاهتمام بالتراث وتأصيل التاريخ وما خلفه لنا الأجداد من علم وفكر وحضارة وربطه بمعطيات الحاضر بحيث تصبح هذه المعطيات معطيات تراثية معاصرة؛ لأنها تمثل الجذور الأساسية للتكوين الفكري والوجداني والنفسي لدى الأجيال المعاصرة، فشكرا وامتنانا لهذا النادي الذي يجيد البذل والبذر في ساحة الفكر والأدب والثقافة”.