ليلةٌ في مطعم.

«ما أكثرَ الشوقَ..!» ردّدَ وهو يرمقُني ليعبثَ السُّكْر ُفي زهوِ التفاتاتي أضعتُ كلَّ حديثٍ كنتُ أجمعُهُ وبعثرَ الحبُّ سكّيني وشوكاتي ورحتُ أقطعُ هذا اللحمَ أغمسُهُ في ثورةِ الليلِ أخفي بعضَ رجفاتي نسيتُ أن أملأَ الأكوابَ أسئلةً وأخبرَ الوردَ عن حقلي وباقاتي ولفّني الصمتُ يحكي كلَّ خافيةٍ ويستجيرُ بما ترويهِ دقّاتي قد كنتُ أحسبُ أن الشوقَ يطفئهُ مدُّ السنينِ وتكرارُ اللقاءاتِ لكنهُ أشرعَ الأضواءَ قافلةً وأجّجَ العطرَ من بردِ اشتعالاتي إن كان للحبِّ تاريخٌ يدوّنهُ لمثّلَ العمرَ والتاريخَ والآتي «أنرحلُ الآن؟» هزّتني فجاءتُهُ ورفرفَ الصوتُ في كلِّ اتجاهاتي أفقتُ أحملُ سحرَ النّورِ من يدهِ ورونقَ الشِّعرِ، والأحلامَ في ذاتي * أستاذ الأدب والنقد المشارك في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن