إقبال واسع على جناح وزارة الشؤون الإسلامية ومجمع الملك فهد للمصحف في معرض القاهرة للكتاب..
تجربة افتراضية للحج ومصحف هدية لكل زائر.
في أروقة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، لفت انتباهنا تجمهر الزوار بمختلف فئاتهم حول جناح وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ومجمع الملك فهد للمصحف الشريف، والذي يعدّ جزءًا من الجناح السعودي المشترك الذي تقوده هيئة النشر والأدب والترجمة، الزوار وقفوا مدفوعين بشغف لاكتشاف ما يقدمه الجناح من خدمات ومبادرات نوعية، وكان مشهد توزيع المصاحف الشريفة على الحضور، كبارًا وصغارًا، أحد أكثر المشاهد تأثيرًا، إذ حمل الزوار بين أيديهم أعظم هدية يمكن أن تُقدَّم في مثل هذا المحفل الثقافي. التقنية في خدمة الشعائر لم يقتصر جناح الوزارة على توزيع المصحف الشريف، بل كشف للزوار عن تطبيق الحج والعمرة الافتراضي متعدد اللغات، الذي يمثل نقلة نوعية في توظيف التقنية لخدمة ضيوف الرحمن. ويتيح هذا التطبيق تجربة محاكاة افتراضية ثلاثية الأبعاد تُرشد المستخدمين خطوة بخطوة لأداء مناسك الحج والعمرة، ما يجعله أداة تدريبية وتعليمية مبتكرة. لاقى التطبيق اهتمامًا واسعًا من زوار المعرض الذين أبدوا إعجابهم بواقعية التجربة ومدى أهميتها في تهيئة الحجاج والمعتمرين وتعزيز معرفتهم بالمناسك قبل الشروع في أدائها، وقد أشاد الزوار بالخدمات التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن، داعين الله أن يحفظ المملكة ويديم عليها الأمن والازدهار. أعظم هدية يشكل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة حجر الزاوية في العناية بكتاب الله ونشره، وهو ما بدا جليًا في ركن الوزارة، حيث حرص الزوار على اقتناء نسخ من المصحف المطبوع في المجمع، المعروف بجودة الطباعة ودقة الإخراج، كما قدَّم المشرفون على الجناح عرضًا تفصيليًا لمراحل طباعة المصحف، بدءًا من الخط والتدقيق والمراجعة، وصولًا إلى الطباعة والتوزيع، في خطوة تعكس رسالة المملكة السامية في خدمة القرآن الكريم. إلى جانب النسخ المطبوعة، وفر جناح الوزارة مجموعة من التطبيقات الرقمية التي تُيسِّر الوصول إلى المصحف الشريف بعدد من الروايات والترجمات، أبرزها تطبيق “رشد”، الذي يضم تفاسير متعددة وخدمات توعوية للحجاج والمعتمرين، إضافة إلى تطبيق “الاستشهاد الصحيح” الذي يُعنى بتقديم النصوص الدينية بدقة علمية. مخطوطات نادرة لم تغفل الوزارة عن إبراز جانبها التراثي، إذ احتوى الجناح على مجموعة من المخطوطات الإسلامية النادرة التي تعود إلى فقهاء وأدباء ولغويين بارزين، ما أضفى بُعدًا ثقافيًا وتاريخيًا على مشاركتها في المعرض. وعبَّر الزوار عن تقديرهم لما لمسوه في جناح الوزارة من جهود جبارة في خدمة الإسلام والمسلمين، من خلال العناية بالقرآن الكريم، وتيسير أداء الشعائر، وتقديم المعلومة الصحيحة بأساليب حديثة، ووسط هذه الأجواء، تجلت رسالة المملكة في نشر الوسطية والاعتدال، وتعزيز الثقافة الإسلامية بأسلوب متجدد ومبتكر.