ناصر الصالح..

قبطان الطرب الخليجي وصانع أجمل ألحانه.

أحسن الله عزاءنا جميعا برحيل آخر عمالقة الملحنين السعوديين وقبطان الطرب الخليجي الموسيقار الكبير ناصر الصالح وماذا عسانا نقول بفقده؟! فكاسدة دائما هي الكلمات في الغياب الأبدي مهما اجتهدنا أن نبلغ بها منتهى مايتخبطنا من مشاعر وأجزم أن هذا ما أحاق بكل من سمع برحيله مساء الخميس الماضي. لقد كان ناصر الصالح الفنان الإنسان الوديع البديع ابن الأحساء المعجون بطينه ومائه ،تشرب إحساسه عذوبة ينابيعه الرقراقة وشحنه شموخ أعناق نخيله بمخضر عسبانها التي تتراقص صباح مساء نشوانة بالنسائم والشمس ومناقير العصافير الصادحة ؛ كذلك كانت خلجات وجدانه مكتظة منذ الطفولة بنكهة دفء بيوته وثراء نفوس أهله فتشبثت فيه نمنمات ما رأى وما سمع وما شم وذاق وأوغل بالمسعى وتطوف بالمعنى ، فإذا هو كالديمة السكوب راحت تهطل ألحانا فاتنة فتلقفته ساحات الفن وهو بعد فتيا وأفسحت له مكانا في الصدارة وشدى بألحانه مغنون ومغنيات وحلقت بنا روائعه مثل : الأماكن ، بنت النور. أحيان .. وغيرها و ها نحن مع كل لحن تقول له نار شوقنا : هل من مزيد؟! فيعطي ويجود … ثم…وفجأة ران الصمت وبقي العود حيث كان ،فقد رُفعت الأصابع وجفت الأوتار وصعدت الروح الي بارئها رحمة الله عليه رحمة واسعة.