فلاح بين شاعرين.
انثال حديث الصديق الأديب نايف فلاح الجهني عضو مجلس إدارة نادي المدينة المنورة الأدبي في بودكاست (هجرة) على طبيعته التي نعهدها، وهو يتناول قضايا الأدب والفنّ والثقافة؛ ولا يمكن أن نفصل بين نايف وعلاقته العفوية بما يدور حوله. دار جانب من اللقاء حول صورة (حالة الواتساب) التي تظهر والده الكاتب فلاح الجهني يتوسط الشاعرين محمد هاشم رشيد والشاعر حسن مصطفى صيرفي، وهو السؤال الذي طرحه مقدّم بودكاست (هجرة) الدكتور منصّر الحارثي. تحدّث فلاح عن والده الذي عمل في مضمار الصحافة ردحًا من الزمن، وفي أكثر من محطّة إضافة لكتابته الأسبوعية، وتأسيسه لمجلّة الأمانة في المدينة المنورة، ومعاناته من عرج شديد إثر إعاقة عانى منها لكنه تعالج منه وتجاوزه، وحقّق مسيرة علمية، واعتنى بحياته وأسرته ولغته التي جمع فيها بين العامية والفصحى، وقدّم ما سمّاه على طريقة نايف: (مزيج مستملح). ومن الصعوبة تناول سيرة الشاعر المديني محمد هاشم رشيد في (قضمة واحدة) على حدّ وصفه، مؤكّدا أنه أشعر شعراء أسرة الوادي المبارك، وذهب إلى ريادته للمدرسة الرومانسية على مستوى المملكة، وكونه أهمّ شاعر (كمّا وكيفا) في أسرة الوادي المبارك، إضافة لترأّسه لنادي المدينة المنورة الأدبي لمدة 20 عام. وفي حديثه عن (أسرة الوادي المبارك) التي نشأت في المدينة المنورة في السبعينات الهجرية من القرن المنصرم، قال فلاح إن اختيارهم للاسم يعبّر عن (جملة شعرية موزونة)، مشيرا أنّ من أسّسها ثلاثة جميعهم شعراء وهم: محمد عامر الرميح وحسن مصطفى صيرفي ومحمد هاشم رشيد، وهي الأسرة التي أسّست للحركة الأدبية الحديثة في المدينة، وقام على أعتاقها نادي المدينة المنورة الأدبي عام 1395هـ وسبقهم عدد من الروّاد، ولا زال أدباء الأسرة من حيث الإبداع والإنتاج حجّة على من بعدهم. وكانت أسرة الوادي المبارك تلتفّ في مسامراتها حول كتاب ويتدارسون الفنون، وتجمع جلساتهم كل من يعنى بالثقافة والأدب والفنون، وبينهم علماء مثل: الشيخ حمزة قاسم والشيخ عطية محمد سالم. ويرى فلاح أن الأسرة إعادة لمواضع المدينة (بعدها الشعري والشعوري). حديث فلاح لا يشعرك بالملل لحظة، وتناول فيه محطّات كثيرة، واكتفى لضيق المساحة بوصف الشاعر بشير الصاعدي لحديث نايف فلاح: هذا الذي ينهبُ الألباب لو نبسا فكيف لو أنه أفضى بما حبسا