الشرفة العربية.
![](http://alyamamahonline.com/uploads/1738737434.jpg)
الرسائل التي تصل إلى بريد “شرفات” تحمل تساؤلا متكررا: لماذا لا تفتحون شرفة على الساحة الثقافية العربية؟ تساؤل مشروع ينبع من تطلع القارئ إلى رؤية أوسع للحراك الثقافي، وربما من رغبته في أن يكون لهذا الملحق دور يتجاوز حدوده المحلية ليصبح منصة عربية حقيقية. لكن هل يمكن لأي منبر ثقافي أن يكون عربيا بالمعنى الشمولي للكلمة دون أن يكون أولا متمسكا بجذوره؟ إن سعي “شرفات” إلى هذا الأفق الأوسع لا يتحقق إلا عبر تقديم الخصوصية السعودية كمدخل أساسي، فمن خلال تثبيت الهوية الثقافية المحلية وإبرازها إبداعيًا، يمكن للمساهمة في المشهد العربي أن تكون أكثر فاعلية ووضوحا. أحد أبرز التحديات التي تواجه هذا الطموح أن النص الأدبي السعودي، قديمه وحديثه، لا يزال غير معروف بالشكل المرضي لدى القارئ العربي، وذلك يعود ربما إلى غياب منابر ثقافية سعودية تمتلك الانتشار العربي الواسع، ما حال دون اطلاع قطاع كبير من القراء العرب على ثراء المشهد الأدبي السعودي، وترك فراغا لا يمكن ردمه إلا عبر منابر تتبنى هذه المسؤولية. لهذا، ننظر في «شرفات» الى الجدل النقدي والبحث المعرفي بوصفه ضرورة لا غنى عنها، ليس فقط لتعريف القارئ العربي بالأدب والثقافة في المملكة، ولكن أيضا كجزء من مشروع ثقافي يتأسس ويتبلور في هذه المرحلة، ويتطلب جهدا مسؤولا ومستمرا. صحيح أن الملحق، كإصدار شهري، لا يستطيع الادعاء بأنه قادر على تغطية هذا الطموح بالكامل، لكنه يبقى نافذة ضمن نوافذ أخرى، في محاولة لتعزيز هذا الدور والمساهمة في تشكيل خطاب ثقافي متفاعل مع محيطه العربي ويؤمن بأن الخصوصية المحلية ليست نقيضًا للهوية الثقافية الأوسع، بل هي إحدى ركائزها الأساسية. المسألة، إذن، ليست مجرد فتح «شرفة» على العالم العربي، بل أن تكون نافذة حية، نابضة بالحوار، تترك أثرا حقيقيًا في المشهد الثقافي، انطلاقا من خصوصيتها، وامتدادا إلى فضائها الأوسع.