الشر القادم من الغرب.

اختلط علي الأمر ولم أعد أتذكر إن كان المتحدث عدنان القحطاني أو قحطان العدناني ولكني أتذكر بدقة ماذا قال للهندي الأحمر قال بصوته المرتجف بحكم السن أو المرتعد بسبب الغضب : إننا من التجارب السابقة والصعوبات التي تجاوزناها وأصبحت زمنيا خلفنا لازلنا ننتظر الشر القادم من الغرب والذي لن يكون قطعا بحجم أو نوع شروره السابقة ، وجروحنا لازالت تنزف ولم تندمل ولكننا نتوقع شراً أكبر وأضخم وبين ضلوعنا روح لاتقبل الانكسار ولاتعرف الهزيمة وعلى يقين بنصر سيأتي. الهندي الأحمر يستمع بإهتمام ودخان التبغ المحترق يتصاعد من غليونه ويتلوى باتجاه السماء. وعندما توقف العربي عن الكلام قال الهندي وماذا لو لف شر الغرب الكرة الأرضية وأتاك من الشرق ؟ أو أتاك من الشمال أو الجنوب ثم رفع الهندي صوته وقال: كنا نحن الهنود الحمر أكثر تخلفا منكم وأقل معرفة ووعيا ، ولكننا متقدمين إنسانياً ونعي بإيمان ويقين وثقة مطلقة عدالة قضيتنا، لكن موازين القوة لاتعرف العواطف وتميل ماديا لمصلحة الشر الذي قدم لأرضنا من الشرق. ونحن لنا ثقافة مختلفة وعريقة وتراث عميق وتجارب طويلة ولم يعترف الغريب بحقنا في الاختلاف والحقيقة أنه كان يرى أننا أدنى من البشر ولم يعترف أيضا بأدميتنا وانسانيتنا ، وأهدر دمنا، والهزيمة ياصديقي تتحقق إذا توقفت المقاومة، وعند هذا الحد لم يعد الهندي الأحمر راغبا بالكلام، وتجمعت في تعبيرات وجهه معان عديدة ومريرة. وهنا قال العربي: نحن نفهم ونتفهم ما تعرضتم له بنفس الأيدي الآثمة التي تقتلنا وتدمر مكتسباتنا، ونعي أن فرسك ورمحك وسهامك تجاوزتها آلات القتل التي توفرت لعدوك الهمجي، ونحن العرب نخوض صراعاً حضارياً متعدد الأوجه والجبهات ولن تصمد الأساطير الروحية والدينية الهشة التي يستخدمونها لتبرير الاستيلاء على أرضنا وإهلاك حرثنا ونسلنا، أمام اليقين الذي في صدر أصغر طفل عربي بحقه وعدالة قضيته. وأنا لن أدعوك لنبكِ سويا ونندب حظَنا، ولكن دعنا نفتح نافذة لفجر مقبل نشترك في صنعه ورسم ملامحه، وسوف نتجاوز قطعا كل العقبات التي يضعونها في طريقنا. الظلم ياصديقي وإن جثم على الصدور طويلا فلن يستمر وسوف يتبدل وتتحقق العدالة والحرية. بالرغم من السيطرة على المال والإعلام وإمبراطوريات الحديد والنار وبالرغم من لوي أعناق الحقائق وضخ ملايين الأكاذيب. وستحل ياعزيزي الهندي الأحمر ضيفا في فلسطين وستشعل تبغ غليونك وسيتصاعد دخانك في سماء فلسطين وسنغني سويا عن الانتصار وعن الانسان والحياة وسيرتل مقرؤنا بصوت ملائكي آياتٍ من الذكر الحكيم يغطي جنبات أرضنا.