من الرائدات في تأسيس النشاط النسائي بنادي جدة الأدبي وداعمة للحراك النقدي.

تعد الدكتورة لمياء باعشن، من أبرز العناصر النسائية التي ارتبط تاريخها بالنادي الأدبي الثقافي في جدة، حين بُدئ بنشاط القسم النسائي الذي تأسس مع بداية الموسم الثقافي للنادي عام 1407هـ، وهي المرة الأولى التي أشركنا فيها الأديبة والشاعرة والباحثة والقاصة في أنشطة وفعاليات النادي المنبرية، من محاضرات وندوات وأمسيات قصصية وشعرية، ظهرت خلالها أسماء إبداعية كان لها تأثيرها في الحراك الأدبي أمثال: فوزية أبو خالد، خيرية السقاف، ثريا العريض، شريفة الشملان، نجوى هاشم، مريم عبد الرحمن الغامدي، أشجان هندي وذلك عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، وبدئ بهذا الحراك الثقافي النسائي في النادي خلال إقامة نشاطاته في فندق العطاس، قبل الفترة التي تم فيها إنشاء المبنى الرئيسي للنادي في الكورنيش. وحين انتقلنا للمبنى بعد إنشائه، خصص مبنى خارجي منفصل لنشاطات المرأة ومشاركاتها في النشاطات الثقافية، وكانت المشاركات أوسع وأعم وتم فتح المجال بشكل واسع، لهن، خاصة وأن القسم النسائي أغلق بسبب الإشكال الذي حدث في إحدى الأمسيات الشعرية النسائية، إلا أن القسم أعيد إليه نشاطه في المبنى الجديد بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة السابق رحمه الله، وفي تلك الفترة التي انضم فيها لمجلس إدارة النادي الدكتور أبو بكر باقادر، انضمت الدكتورة لمياء باعشن للقسم النسائي ولنشاطات لقاءات الحوار المفتوح الذي سمي فيما بعد بجماعة حوار، ظهرت وبرزت الدكتورة وتركت بصمتها في أول مشاركة لها ومن ثم قراءتها النقدية المتميزة لروايتي رجاء عالم “طوق الحمامة” و “سيدي وحدانه”، وذكرت فيها أن رجاء عالم لـم تكن المبدعة التي سـكنت مكة، ولكنها مكة التي سكنت وجدانها، روايتها «طوق الحمامة» مرثية نابعة من حزنها، وقد كتبتها كما قالت وهي خائفة على التغييرات التي ّغيرت طبيعة مكة وتضاريسها، كتبت رجاء عن بيت جدها والبيت قد اختفى، بل اختفى الجبل الذي كان فيه البيت. وبدءا من انطلاقة ملتقى قراءة النص عام ١٤٢١هـ كانت الدكتورة لمياء باعشن حاضرة بمشاركاتها في أوراق البحث في الملتقى عبر مواسمه المختلفة وسعدت بمشاركتها معي ومع الدكتور عبد العزيز السبيل، في إحدى جلسات ملتقى قراءة النص في دورته العشرين، والذي نظمه النادي تحت عنوان “الخطاب الأدبي والنقدي في نادي جدة الأدبي قراءات ومراجعات في منجز المرحلة”، في جلسته الثانية، التي جاءت تحت عنوان “نادي جدة.. شهادات ومشاهدات” ذكرت فيها الدكتورة لمياء شهادتها حول مشاركة المرأة في النادي، في فترة الأستاذ عبدالفتّاح أبومدين، وأن للنادي وعبر مجالسه وندواته وجماعة حوار، الفضل في اكتشاف الكثير من المواهب النسائية، كما بينت مدى مساهمة النادي في وعيها وتحفيزها على مواصلة تعليمها. كل الحب والتقدير للدكتورة لمياء باعشن التي سعدت بالتعاون والعمل معها تحت خيمة النادي وحراكه الثقافي واستفدت شخصيا من حواراتها وتعليقاتها، وما أضافته أوراق أعمالها النقدية في الملتقى النقدي لإبداعنا الشعري والقصصي من إضاءات ومفاهيم لها أثرها كتراثٍ نقدي متميز. *كاتب وقاص، وأمين سر نادي جدة الأدبي الأسبق.