تبرع ولي العهد .. رسالة إلى الموسرين .

حق المواطن أهم من حق نفسي. سلمان بن عبدالعزيز في لقاءٍ له عام 2017، بعد عام واحد على إطلاق الرؤية، وعد سمو ولي العهد حفظه الله بأن يتم تقديم وحدات سكنية مجانية للمواطنين الأشد حاجة، واليوم يقدم سموّه مليار ريال من حسابه الخاص لمؤسسة الإسكان التنموي ممثلةً في منصة جود الإسكان. يأتي هذا التبرع السخي في وقت تسعى فيه الحكومة في سباق مع الزمن لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 التي من ضمن أهم أهدافها زيادة نسبة تملك السعوديين للمنازل، إضافة إلى تحقيق مستهدف “جودة الحياة” وتحسين حياة المواطن. إن رؤية سمو ولي العهد، تطمح إلى تحقيق العيش الكريم لكل مواطن سعودي، حيث يعتبر حق المواطن في الحصول على مسكن ملائم من أولويات التنمية الوطنية. فالتبرع السخي يعبر عن استشعار القيادة لاحتياجات المواطنين والمشاركة في همومهم، ويسلط الضوء على أهمية تلبية متطلباتهم الأساسية فوق أي اعتبارات أخرى. إن المسكن ليس مجرد جدران وأسقف، بل هو نقطة انطلاق لتحقيق طموحات الحياة الكريمة والاستقرار الأسري، وهذا ما تعززه رؤية المملكة 2030 التي تركز على تحسين جودة الحياة. لقد أصبح موضوع الإسكان في المملكة العربية السعودية من القضايا الأكثر إلحاحًا في السنوات الأخيرة. تزايد أعداد السكان وانتعاش الاقتصاد السعودي يتطلبان جهودًا مضاعفة لتلبية احتياجات الجميع. إن تبرع سمو ولي العهد يأتي في وقت حرج يزيد فيه الطلب على الإسكان، مما يساهم في تخفيف الضغوط النفسية والاجتماعية التي يعاني منها كثير من المواطنين. فالشعور بالأمان والاستقرار يبدأ من توفير المسكن المناسب، وهذا ما يضمن تحقيق العيش الكريم ويعزز الترابط الاجتماعي في المجتمع التبرع بحد ذاته لحلول الإسكان ليس دليلاً على الالتزام بتحسين جودة الحياة فحسب، بل إنه أيضًا يشكل قدوة يُحتذى بها للعديد من القيادات في مختلف القطاعات وكذلك القادرين من رجال الأعمال وأصحاب النخوة في هذا المجتمع، إن هذا التوجه يعكس حماس القيادة للتغيير الإيجابي ويحفز الأفراد والمؤسسات على أن يكونوا جزءًا من الحلول، مما يعزز من روح التعاون بين كافة شرائح المجتمع. وهذا ما عُرف به سمو ولي العهد بقدرته على التحفيز والإلهام، مما يشجع الآخرين على المساهمة في عمل الخير والنهوض بالمجتمع وهذا الفعل الكريم ليس مجرد فعل إنساني بل هو رمز للأمل والتفاؤل بمستقبل مشرق للمواطن السعودي. ان كلمة خادم الحرمين الشريفين البليغة عن تقديم حق المواطن على حق نفسه لجدير بها أن تكون شعار كل مسؤول وأن تكون موضع عمل جاد وتفان مخلص، وهي قبل ذلك وبعده تختصر قصة الحب والإيثار بين القادة السعوديين وشعبهم، وتلك حكاية نادرة في تاريخ الشعوب تجسد العلاقة الممتدة لثلاثة قرون من الروابط الوثيقة التي تتراكم عبر الزمن لتشكّل سدّاً منيعاً من الاختراق لم يستوعب بعضهم متانته وقوته بعد. وأخيراً .. إن القيادة قدوة للمجتمع، فدعونا نستمد من رؤيتهم إلهامًا لمواصلة العمل نحو الأمام والرفعة في وطن يستحق ذلك.