أولى الرِّوَايَات قَصِيدَة

تُقَلِّبُنِي النُّجُومُ السَّاهِرَاتُ عَلَى جَمْرِ المَجازِ فَلَا نَجاةُ فأُصْهَرُ فِي أُتُونِ الشِّعْرِ حَتَّى تُرَفْرِفَ بَيْنَ أَضْلَاعِي الحَياةُ وَأُبْعَثُ مِنْ جَدِيدٍ فِي قَوافٍ بِهِنَّ يُقضُّ عن قلقٍ سبَاتُ أَنَا المَنْسِيُّ لَوْلَا تَمْتَمَاتٌ عَصِيَّاتُ المَعَانِي مُبهَمَاتُ كَوَحْيٍ فِي قُلوبِ الرُّسلِ جَاءَتْ إلَيَّ بِفاعِلاتُن فَاعِلاتُ وَقَالَتْ لِي: هوَ الْإِيقَاعُ خَصْرٌ يَمِيلُ كَمَا تَمِيلُ الرَّاقِصَاتُ وَغَابَتْ فِي البَياضِ كَأَنَّ نَخْلًا سَرَابِيًّا تُشَكِّلُهُ الفَلاةُ أُحَاوِلُ قَبْضَةً لَمْ أَسْتَطِعْها فَتُهتُ فَلَا بَريقَ ولَا هُداةُ سِوَى الهَمْسِ الخَفيِّ بِقَاعِ أُذني يَقُولُ اْكْتُبْ فَفِي الشِّعْرِ النَّجَاةُ وبالكَلِمَاتِ واريتُ التياعي مَخافَةَ أَنْ يُعَرِّيَنِي الشَّتَاتُ أَدِرْ كَأْسَ الخَلِيلِ تَكُنْ نَبِيًّا عَلَى كَفَّيهِ تَرْبُو المُعْجِزَاتُ بِمُوسِيقَاهُ إِنِّي خُضتُ بَحْرَ ال ثُّمالَةِ فَالقَصائدُ مُسْكِراتُ عَلَيْكَ بِهِنَّ تغدو مثل مُوسَى وَهُنَّ عصًا لَهَا يَجْثُو العُصاةُ وَسَافِرْ فِي الخَيالاتِ انْتِشاءً تَجِدْ أَنَّ القَوافيَ سَاحِرَاتُ بِهِنَّ سَتَسْكَرُ الأَذْهانُ حَتَّى تُرَنِّحَها لُحُونٌ مُشْتَهاةُ غوَايَتُهُنَّ أَعْذَبُهَا امْتِزاجُ المَشاعرِ فالْمَعانِي طَامِحَاتُ أَلا هَل سالَ عَذْبُ الحَرْفِ شِعرًا لِتَنْبُتَ فِيْ النُّفوسِ السَّوْسَنَاتُ؟ وَهَلْ لِهَواجِسي في العِشْقِ رَاوٍ فَقَدْ خانَتْ مَشاعِريَ الرُّواةُ تُصَحِّفُنِي السُّنونَ فَكُلُّ عَامٍ يَمُرُّ، تَحُلُّ فِي الأَعماقِ ذَاتُ أَنَا طِفْلُ القَصيدَةِ يَا ابْنَ أُمّي فَكُلُّ قَصائِدي لِي أُمَّهَاتُ إذَا مَا أُرِّقَتْ بِالْشَّوْقِ عَيْنِي تُهَدْهِدُ نارَ قَلْبِي الْقَافِياتُ وَأُطْلِقُ عَنْ مَخَاضِ الشَّكِّ رُوحِي فَكُلُّ الوَافِدِينَ عَليهِ مَاتُوا هُنَا قُذِفَ اليَقينُ بِبِئْرِ قَلْبِي فَفَاضتْ بالمشاعرِ دَالِيَاتُ أَقَامَ الشِّعرُ فَرْضَ السُّكْرِ حَتَّى تَناقَلَ بَوحِيَ المَشْجِي الغُواةُ