
عرفت الدكتورة خيرية بنت إبراهيم السقاف أستاذة ورائدة في عالم الصحافة وأول مديرة للتحرير الصحفي بالمملكة. يعرفها ويكيبيديا ((د. خيرية بنت إبراهيم بن محمد بن علوي السقاف ولدت (1951م) أديبة وكاتبة صحفية سعودية، واستاذة جامعية تعد من الرائدات. بدأت خيرية السقاف الكتابة عن موهبة وهي في التاسعة من عمرها، وراسلت جميع الصحف في البلاد.. ومن مظاهر ريادتها الأخرى أنها أول من كتب الزاوية الصحفية اليومية من نساء المملكة، وأول من كتب منهن مقالاً أدبياً.. خيرية السقاف أديبة وصحفية وثقت تاريخ المملكة فكرمتها الجنادرية 32 وأصدرت مجموعتها القصصية ( أن تبحر نحو الأبعاد) عام 1982م. أجرى معها شقران الرشيدي حديثاً صحفياً بمجلة اليمامة قبل نحو 25 عاماً قدم للحديث بقوله: ((د. خيرية السقاف: بعد صمت طويل.. وفي حديث لا تنقصه الصراحة.. تقول: ((تجربة (مديرة تحرير) جاءت في بيئة وزمن غير ملائمين.. طرقت باب الصحافة وأنا طفلة، وكنت أتلقى رسائل الإعجاب وحوارات القراء عند باب البيت.. ناداني محمد حسن عواد في عكاظ بالشاعرة الناثرة.. لكنه رحل قبل أن نلتقي. رواد الصحافة الأوائل تميزوا بالطموح واستعدادهم لفتح الأبواب أمام الموهوبين.. (إبراهيم) الواعي المحفز.. و(نوارة) اللماحة اليقظة أب وأم لا أتوقع أن يتكررا في الحياة.. بكيت أمام مكتب البريد ليصل ردي إلى جريدة (الندوة).. الصحافة السعودية ما زالت محدودة الانتشار وتحتاج للخروج من نطاق الخبر الموحد.. نقادنا نمطيون ويفتقدون للمصداقية.. المناصب لم تكن غايتي.. وعندما جاءتني لم أحرص عليها.. (أن تبحر نحو الأبعاد) دعوة وجدت صدى عند المثقفين لكنها ظلت عند من لا يجيدون الأبحار.. بعد رحيل أمي أصبح للحزن لون آخر. هذه عناوين مختصرة لما تضمنها حديثها الذي قدم له المحرر بقوله: ((هي إحدى رموزنا الصحفية والثقافية بما قدمته من إنجازات.. اخترقت أسوار الصحافة فحازت على الريادة كأول سيدة سعودية تتولى مركزاً قيادياً وذلك عبر عملها مديرة للتحرير بجريدة الرياض.. اتجهت للدراسة الجامعية فأصحبت عميدة كلية.. تمتاز بالشفافية وجمال الكلمة.. جريئة الطموح.. منهجها النجاح.. متميزة وصريحة.. هي الدكتورة (خيرية السقاف).. حاورتها اليمامة فانسابت الحروف لوحات بين أيديكم..). سأكتفي بجزء يسير مما قالته بتلك المقابلة: ((.. نشأت في الرياض في حي الملز حيث كنت أتلقى رسائل الاعجاب، وحوارات القراء عند باب البيت ذي اللون الرصاصي الهادئ وهم يتوقعون أن هذه التي تتسلم خطاباتها هي الأخت الصغرى لخيرية، ولك أن تتخيل الطفلة التي تقفز فرحة بخطاب قد لا تعي كل الذي هو مكتوب فيه.. درست في الرياض.. كانت مراحل منهجية المعرفة إلى أن تحصلت على درجة جامعية في علوم اللغة العربية وآدابها، كانت مراحل تتداخل بين النمو المعرفي والوجداني والعقلي.. وهي ليست مصطلحات علمية أتعمد استخدامها، إنها مسارات هذه البدايات، المدرسة كانت أفضل من مئات المدارس الآن كنا فيها نُبني بمعني البناء ونتكون كما يحلم كل مرب الآن أن يكون بناء تلاميذه، ومع بناء المعرفة فينا كنا نجد الحوافز التي تهيئ لمواهبنا أن تظهر. أذكر أنني ترأست لجنة الصحافة في الفصل السادس فيما كنت أشرف على صفحة في صحيفة في الوقت نفسه.. المعترض الوحيد على هذا الأمر خارج المدرسة هو الوالد، وكان رفضه بإصرار أن توضع صفة (ماما) بجوار اسمي عند زاوية الطفل لأنه كان يتطلع إلى واقع هذه الطفلة لديه في المنزل بينما (ماما) المحررة في الصحيفة.. والناس لم تكن تدري بذلك.. كانت طموحات لا يصدها شيء، تكتسح كل شيء تماما كما قلت في إحدى المقابلات الصحفية التي أجريت معي، ولم أكن قد تخطيت المرحلة الثانوية .. من أنت. عنيدة تحطم كل الذي يعتريها وليست تبالي بشيء محال وتبحث دوماً وراء الحقيقة فليست تبالي صعود الجبال فصرخ محمد حسن عواد: (هذه الشاعرة الناثرة.. الابنة العزيزة على قلبي) نشر ذلك في جريدة عكاظ وجاءني بها في إهدائه لأحد كتبه.. وكنت أطمع أن ألتقي هذا الرائد لكنه ذهب قبل أن أفعل أو يفعل لكنه ظل حافزاً ضمن كل الذين مثله)). وعن عملها بجريدة الرياض قالت: ((جريدة (الرياض) كانت منذ العدد الأول [بداية عام 1385هـ] أهم المساحات التي قدمها لي الوالد حمد الجاسر – حفظه الله- [قالت حفظه الله – إذ ما زال حياً يرزق وهو قد توفي رحمه الله نهاية عام 1421هـ 2000م معنى أن هذه المقابلة قد تمت قبل الثلاثين عاماً من الآن] كي أمارس فيها أولوية الكتابة اليومية، والإشراف على صفحات المرأة وكتابة المقال الأسبوعي.. (الرياض) لي انتماء حسن وزمن وعطاء.. هي لي كيان لا يتجزأ من ذاتي هذا سر علاقتي بها وبقدر ما أعطيتها منحت منها فكنت (أول) مديرة تحرير بدأ هذه التجربة الأستاذ (تركي السديري) بكل قوة وريادة ثم هو الذي أنهاها، ويبدو أنها لم تأت في بيئة ولا زمن يليقان بها على الرغم من استمرارها ثماني سنوات فانتهت)). وعن أسلوبها في العمل في المناصب الهامة (مديرة تحرير، عميدة كلية، رئيسة اللجنة النسائية المنظمة لاحتفالات المئوية.. وغيرها) وأثبت وجودك فيها؟ أجابت ((لم تكن المناصب غايتي.. إذ لم أسع إليها، وعندما جاءت لم أحرص عليها، وكانت وسيلتي لتنفيذ قيم ومثل دعيت إليها وجرى بها قلمي فوجدتها سانحة لي كي أفعل ما أقول، كان الإنسان ولا يزال محور اهتمامي والقضية التي تشغلني لذلك اتخذت من كافة السلطات وقدرة اتخاذ القرار ما دعم هذا الاهتمام، فسياسة الباب المفتوح هي أسلوبي في العمل الإداري، وهي وإن كانت سياسة مجهدة لصاحبها إلا أنها في النهاية تحقق رضى ذاتياً لكل الذين يتعاملون معه، وهو في الأخير يحتاج إلى بذل مزيد من الجهد لتغطية ما لم يستوعبه زمن ومساحة وقت العمل وهذا ما كنت أفعله. لذلك كنت أبذل ساعات طويلة جداً في عملي تجهدني جسدياً لكنها تريحني وبخاصة عندما أوظف القوانين في صالح الإنسان بالقدر الذي تكون ليست في صالحه في أوجه من أوجه تنفيذها دون أن تمس جذور هذه القوانين)). - ترجم لها سمير مرتضى في (معجم الصحفيين في المملكة العربية السعودية) ج1- ط1، قال: ((.. من الشخصيات الريادية في الصحافة السعودية.. ولدت بمكة المكرمة بتاريخ 18/12/1369هـ. - بكالوريوس في اللغة والأدب من جامعة الملك سعود 1394هـ 1974م. - ماجستير في مناهج وطرق التدريس من جامعة ميسوري بولاية كولومبيا بأمريكا. - دكتوراة من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1408هـ 1988م. - عملت محاضرة بقسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود بالرياض. - عميدة مركز الدراسات الجامعية للبنات بجامعة الملك سعود. - أشرفت على رسائل الماجستير ومناقشتها في كلية التربية في مكة المكرمة وجدة. - أشرفت على تأسيس أول قسم نسائي بجريدة الرياض وعينت رئيسة له عام 1399هـ 1979م. - أول مديرة تحرير سعودية وذلك بجريدة الرياض 1401 – 1409هـ. - تكتب حالياً زاوية في جريدة الجزيرة بعنوان (لما هو آت). - لها مشاركات في مجال العمل الخيري. - عضو اللجنة النسائية بالنادي الأدبي بالرياض. - كتبت تحت سبعة أسماء مستعارة منها: وحيد’، سخاء، حيدر، إنسان، مطرقة. - من مؤلفاتها: مناهج وطرق تدريس الأدب العربي في الجامعات العربية. - مأزق في المعادلة – سلسلة كتاب الرياض 1995م. - أن تبحر نحو الأبعاد – قصص 1402هـ 1982م. - عندما تهب الريح يعصف المطر. نص ابداعي، دار الفيصل الثقافية، 1423هـ. ترجم لها أحمد سعيد بن سلم في (موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين خلال مائة عام) ط2، ج2، 1999م. قال عنها إضافة لما سبق ذكره: ((.. أشرفت على صفحة الأسرة في جريدة الدعوة والمدينة والبلاد وغيرها ثم تفرغت لجريدة الرياض. - تعاونت مع الإذاعة حيث قامت بإعداد مجلة أدبية إذاعية لمدة عامين. - عضو في جمعية النهضة النسائية الخيرية. - عضو في جمعية الوفاء الخيرية. - وترجم لها في (موسوعة الشخصيات السعودية لجريدة عكاظ) ط2، ج1، 2013م. اضاف من أعمالها: ((لك وحدك.. من المدى.. عمل المرأة واقع ومستقبل..)) 473. - وترجم لها عالي القرشي في (قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية، ط1، ج2، 2013م. قال: ((.. تكتب خيرية السقاف المقالة بشكل مستمر، لا تتوقف إلا لانشغال أو لظروف، وتتسم مقالاتها برومانسية تميل إلى التأمل، وسكب الشجن في العبارة، واستحضار الذات في علاقاتها بالآخرين في أثناء الكتابة، فحفلت كتابتها بالتأملات الوجدانية، وتبني قضايا الإنسان، والحرية، والانعتاق من قيود الأنانية، والتسلط والقهر)) ص775. وقال: ((.. ولأنى شغلت الكاتبة بإبراز لحظات إحساس المرأة بالوجع والقهر والتسلط في معظم قصصها.. أنها لم تهمل لحظات من التفاؤل والأمل، واستنبات فعل الوصل الإنساني، كما في قصة (صانعة الشاي).. وغيرها)). وقد ترجم عدد من قصص مجموعاتها (أن تبحر نحو الابعاد) إلى اللغة الإنجليزية، فترجمت قصتا (قطعة الفحم وقطعة النقود) و(اختلفت الخطوة) في كتاب (مختارات من أدب الجزيرة العربية الحديثة) صدر عام 1988م عن مشروع (بروتا) لترجمة الأدب العربي.. وترجمت قصص أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية، وتتداول في بعض الأوساط الجامعية)). - اتصلت بها ثلاث مرات: الأولى معزياً بوفاة والدتها، والثانية مستفسراً عن دور طه حسين في رسالتها للدكتوراة (مناهج الأدب العربي في الجامعات) عند إعدادي للكتاب (طه حسين في المملكة). والثالثة عندما طلب مني الأستاذ محمد العلي الاتصال بها للتوسط لإعادة ابنته (...) للدراسة في الجامعة، عندما كانت عميدة مركز الدراسات الجامعية للبنات. وقد رحبت وقالت: هذا أقل واجب أؤديه لأستاذنا.