بعد أكثر من 80 عاما في خدمة المعرفة..

مكتبة الثقافة الشهيرة تغلق أبوابها نهائياً.

متابعة: أحمد الأحمدي  بعد أكثر من 80 عاما من تأسيسها في خدمة الثقافة والمعرفة في مدينتي مكة المكرمة والطائف قررت مكتبة الثقافة الشهيرة بالعاصمة المقدسة إقفالها نهائيا أمام روادها بسبب ما منيت به من خسائر اقتصادية لملاكها بسبب دخول التقنية وكساد سوق الكتاب الورقي والإعتماد على الكتاب الإلكتروني ومحركات البحث من قبل الباحثين وطلبة الجامعات. وكانت هذه المكتبة الأهلية العريقة أسسها الأديب والكاتب الصحفي أحد رواد الفكر والأدب صالح بن محمد جمال رحمه الله ومجموعة من رفاقه رحمهم الله في 4/14 عام 1364 بهدف. نشر الثقافة والأدب والمعرفة بين شباب وشابات ذلك العصر حيث بدأت بدكان صغير بالقرب من باب السلام بجوار الحرم المكي الشريف وكانوا قد اوفدوا أحدهم لمصر للتعاقد مع دور النشر والمكتبات الكبيرة لمدهم بالكتب والصحف والمجلات. وكانوا يببعون الكتاب بسعر رمزي و إعارته لمن يحب وذلك خدمة لشداة الفكر والأدب من الشباب من محبي القراءة والإطلاع لأن هدف إنشاء المكتبة الأول ليس الربح أو التجارة بل هو لخدمة محبي القراءة والإطلاع لتشجيعهم ودعمهم وتوسعت المكتبة إفتتحت فروع لها بالقشاشية والحجون والزاهر وفي الطائف وظلت هذه المكتبة تؤدي رسالتها في خدمة الثقافة والأدب حتى بعد وفاة مؤسسها الشيخ صالح جمال في ذي القعدة عام 1411 بإدارة أبناءه وفاء لوالدهم إلا أنه في نهاية هذا العام 1446 قرر الإخوة إغلاق المكتبة نهائيا وإنهاء تاريخها الطويل مضطرين لذلك وكما يقول المثل ٠مكره أخاك لا بطل٠ بسبب الخسائر الإقتصادية التي لحقت بالمكتبة بسبب كساد سوق الكتاب الورقي لظهور التقنية الحديثة وإنصراف الباحثين والطلبة للإعتماد على الكتاب الإلكتروني ومحركات البحث ٠ اليمامة٠ سألت أحد أبناء مؤسس المكتبة د فائز صالح محمد جمال فقال أن علوم التقنية الحديثة قد تكون سببا في سبب كساد سوق الكتاب الورقي كما قمنا بتخصيص جزء من المكتبة لبيع الأدوات الفرطاسية المدرسبة ولكن ظهر لنا أن الكساد ليس يشمل الكتب الورقية بل حتى المستلزمات القرطاسية المدرسية ويضيف د فائز قائلا ٠ أن هذا الكساد هو عبارة عن تحول بطيء بدأ منذ فترة طويلة٠٠ ولكن جائحة كورونا كانت بمثابة أمر أسرع بالتحول من الورفي واليدوي إلى الإلكتروني مما إضطرنا في وجه هذه الخسائر الإقتصادية لإغلاق هذه المكتبة التاريخية العريقة٠  وتجدر الإشارة إلى أن أسرة جمال سبق وأن أغلقت مطابع الثقافة الشهيرة فبل ثلاث سنوات لنفس السبب ٠ بعد أن لحقت بها خسائر كبيرة لتلاشي دور الطباعة والنشر مع دخول التقنية الحديثة٠