للملك سعود والشيخ بن باز دور بارز ..

بداية التعليم النظامي وقصة تأسيس أول مدرسة حكومية في الدلم عام 1368 .

في عام 1362 هـ أُسست أول مدرسة نظامية بإقليم الخرج باسم (المدرسة السعودية الابتدائية) بمدينة السيح بالخرج وتم تكليف الأديب والمربي أ. عبدالكريم الجهيمان -رحمه الله-  بإدارة المدرسة، وبعد ستة أعوام من افتتاح هذه المدرسة، احتاجت المنطقة لافتتاح مدرسة نظامية أُخرى فتمت الموافقة السامية بافتتاح المدرسة السعودية الأولى بالدلم ( ابتدائية ابن عباس ) عام 1368 هـ بعد أن ضُمّت إليها المدرسة الأهلية بالدلم التي أنشأها الشيخ أحمد بن مرشد المسلم -يرحمه الله- عام 1365 هـ وكان لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- دور كبير في افتتاح المدرسة السعودية الأولى بالدلم عندما أيقن بحاجة البلدة لمدرسة نظامية تلبي رغبة الكثير من الأهالي لتعليم أبنائهم التعليم النظامي، فصـــادف أن التقـــى بالأميــــر سعود (الملك سعود ) -رحمه الله- الذي كان مشرفاً على التعليم، فخاطبه عندما قابله في موسم الحج بمكة عام 1367 هـ وطلب منه تحقيق رغبة أهالي الدلم بافتتاح مدرسة ابتدائية نظامية، فما كان من الأمير سعود إلا الموافقة المباشرة، فأصدر قراره الكريم لمدير المعارف آنذاك الشيخ محمد بن مانع -رحمه الله-  بفتح المدرسة على أن يكون الشيخ ابن باز مشرفاً عليها ويختار المدير والمعلمين ، وابن باز إذ ذاك قاضي الدلم والخرج ونواحيها ، فقام سماحته ومعه الشيخ راشد بن خنين -رحمهما الله- بحث الأهالي على إلحاق أبنائهم بالمدرسة وعقدوا الاجتماعات واللقاءات مع وجهاء البلد وعامتهم لهذا الغرض ، بعد ذلك بحث الشيخ عن مبنى مناسب ليكون مقراً للمدرسة ومناسباً للدراسة، فاستخدموا المبنى المعروف بالرباط ( مبنى طيني ) وقام هو وبعض الأهالي بترميمه، وزيادة بعض الغرف فيه حتى أصبح عبارة عن منيين مستطيلين كل جناح يتكوّن من أربع غرف، وقد بُبني المقر من الطين المعروف آنذاك بالعروق، ومسقوف بخشب الأثل وسعف النخيل، ومساحة الغرفة لا تتجاوز ( 5 في 4 باعاً )، وبدأت الدراسة على فترتين صباحية من بعد الفجر (أربع حصص) ثم ينصرف الطلاب، وفترة مسائية بعد الظهر إلى قبل العصر  (حصتين)، وانتظمت الدراسة وأقبل الأهالي لتسجيل أبنائهم في المدرسة كل عامٍ أكثر من الذي قبله، وكان الشيخ ابن باز يتفقد المدرسة بالزيارة والتوجيه والرعاية، وعيّن فور افتتاحها أ. يوسف ياسين الحمد مديراً لها، وأ. راشد بن صالح بن خنين وكيلاً، كما عيّن من المدرسين الأساتذة: عبداللطيف بن محمد بن شديّد ومحمد العديني وأحمد بن مرشد آل مسلّم وسليمان بن حمّاد، وجميعهم كانوا من تلاميذه في الرباط بالدلم. وبعد عشر سنوات من الدراسة في هذا المبنى الطيني وبالتحديد في عام 1378 هـ تم الانتهاء من المبنى الحكومي الجديد الذي تبرّع بإنشائه ولي العهد حينها (الملك سعود)  وعلى حسابه الخاص تشجيعاً ودعماً للعلم والتعليم، بل قام بزيارة المدرسة عام 1378 هـ ضمن زيارته لبلدة الدلم، وأعدت المدرسة حفلاً خطابياً وثقافياً ورياضياً ابتهاجاً بهذه الزيارة، كما قام الملك سعود بإهداء مكافأة مالية لكل طالب، ولازالت هذه الزيارة عالقةً في أذهان ووجدان أولئك الطلاب بل والمعلمين وكل من حضر هذه المناسبة وعاشها.  وقد حظيت المدرسة طوال تاريخها بدعمٍ سخي وكريم من الدولة رعاها الله، كما حضيت بزيارات كبار المسؤولين بوزارة المعارف (وزارة التعليم) ومنها زيارة وزير المعارف الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ عام 1384 هـ -رحمه الله- هذا وقد تم هدم المبنى الحكومي الأول المسلح  عام 1437 هـ بعد 59 عاماً من تشييده، وانتقلت المدرسة على إثر ذلك إلى المبنى الجديد (الحالي) المتطور. تجدر الإشارة هنا إلى أنه تعاقب على إدارة المدرسة منذ افتتاحها حتى يومنا هذا عدد من المديرين الأفاضل وهم على الترتيب : الشيخ محمود ياسين الحمد - الشيخ صالح بن حسين العلي - الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجلال - الشيخ صالح بن محمد الصرامي - الشيخ عبدالعزيز بن محمد الصرامي - الأستاذ راشد بن سالم الحويطان - الأستاذ عبدالرحمن بن سعد السنبل - الأستاذ عبدالله بن محمد الحقباني ( رحمهم الله جميعا )، الأستاذ عبدالعزيز بن سلمان الحقباني - الأستاذ سعد بن عسكر العسكر - الأستاذ عبدالعزيز بن سلمان الحقباني (فترة ثانية) - الأستاذ محمد بن سعد العتي (المدير الحالي).  من المصادر كتاب: الدلم في مائة عام أ. عبدالعزيز بن ناصر البرّاك كتاب: هذه بلادنا (الخرج) أ. سعد بن عبدالرحمن الدريهم رحمه الله  أُرسلت من الـ iPhone‬ * مؤلف وكاتب وباحت في تاريخ التعليم بالمملكة