أستميح القصيدة عذراً.

قطعنا من العمرشوطاً ولم نفترق حين تشتاقُ أهلاً لها في العراق أواسي لظاها وفي داخلي أحترق ثم أحنو عليها وأمنحها دفء قلبي أغنّي لها من أغاني الطفولةِ كي تبتسم “ سماوي وشحلاها جدايلها وراها أجا الخطّاب يخطب وأبوها ما نطاها “ وفيما أنا في رحاب الأمومةِ أشدو يفاجئني شبحٌ يشبه الذئب .. بل هو ذئبٌ بكلّ توحشِّهِ ... ولا أدري كيف أتى ! صار يعوي .. يريد انتزاع ابنتي من يدي فقاومتهُ ودفعتُ به عاود الكرَّ.. جرَّ جديلتها .. ثمَّ مدَّ مخالبه ممسكاً بأصابعها المترفات كنت أرجفُ كالسعفِ في العاصفة وأصرخُ .. أصرخُ أيّها الذئب “ ولّي “.. وما بين صاعقة الخوف في مركبٍ يتقاذفه الموج والريح تعوي وذئب المنيّةِ يعوي.. ظلّ يمسكها .. وأنا أرتجف .. ـ أين تأخذها ؟ ليس لي غيرها هي بنتي .. وكانت تدللني مثل أمّي أنا لن أستطيع ولو بالخيال أفارقها .. منذ أن ولدت وللآن لم نفترق أصبحت هي أمّي الصغيرة وشمعة بيتي المنيرة إلى أين تأخذها ؟ كيف أبقى بلاها ؟..ومن لي سواها بعد أن نأت الأرضُ بي وفيما هي بين يديه .. بصوتٍ تحشرج صاحت “ ماما لا تتركيني “ وهل يترك المرء قلبه ؟! صرتُ أبكي عليَّ وأرفعُ لله رأسي وأسأله العونَ أن يبعد الذئب عنها وعنّي وما زلتُ في كلِّ ليلٍ أغنّي “ سماوي وشحلاها جدايلها وراها أجا الخطّاب يخطب وأبوها ما نطاها “ ترى هل سيرحلُ ذئب المنيّةِ عن طفلتي أم نوى ما نوى ؟ أستميحُ القصيدةَ عذراً سقطت أدمعي واليراعُ هوى