
الشغف بالفن والهيام بتلويناته وتفاصيل دروبه ضرب من الترحال والسفر في معان شتى بين الأمكنة والينابيع حيث القول بالابداع والذهاب وفق وجهته لأجل رغبات عميقة البدايات من طفولة ما تزوال مقيمة في أرض الذات...هذه الذات التي تشربت من بيئة ثقافية وأدبية وفنية حاضمة هذا الوجد والحكايات والحنين وهنا نعني تجربة فنانة تخيرت هذا النهج من الفن والتراث والتلوين والرسم لرصد حيز مهم من ذاتها المثقلة بالتواريخ والفنـون والابداع .. هكذا مضت فنانتنا في هذا الغرام بالرسم والفن منذ طفولتها التي تعددت مصادر النهل فيها وضمنها ما جعلها تتحسس طريق الفن الطويلة برسومات فيها مجالات تلوين بروح طفولة بين عفوية تجريدية فكأننا ونحن نشاهد هذه المرسومات الطافحة بالتلوين لبنت السنوات الثلاث ..كأننا أمام بستان من تلوين يحيل الى البراءة وعوالم البهجة والأمل والفرح..انها أعمالة دالة منذ البدايات على موهبة عملت فيما بعد سنوات وأزمنة على صقلها وصونها وتعهدها لتكبر الفكرة والحلم..فكرة الرسم والتشكيل..والحلم بما هوجدير بالجمال والابداع في محاورة القماشة واللوحة .. من هنا بدأت حكاية الفنانة التشكيلية والباحثة في التراث والأستاذة بالتعليم العالي سلمى فنيرة التي تخيرت لها طريقا في الفن قولا بالرغبة في الابداع والامتاع وسعيا لنحت التجربة التي تمضي بها الى أقاصي الحلم وحكاياته الممكنة التي بدأت معها في سنوات الطفولة الأولى.. "... لها بين الرسم والكلمات والشعر فسحة وتأملات حيث الكلام جمال..وللشعر فيه مجال.. اللون والحلم والأمنيات..ترى في الفن أحلى الصور..تجيء الفكرة لديها لترسمها فيخضر غصن وتزهوالحدائق ..وكل الذي هوطير سيشدو..بألوانها الزاهية وبالاغنيات..قماشتها حكاية فن وحلم وسفر..تقول للوحات قلب.. تمهل هواللون عشق قديم ..انا طفلة الوقت والأمنيات..ولي لون الصباح وشدوالمساء وحب الأساطير ..وكل ما للشجر من الاخضرار والمجد...وعشق السفر..والمواويل ..وأحلى الشجن...". الفنانة سلمى درست الفنون الجميلة بالمعهد العالي ولها ماجستير في التراث ضمن حفظ وترميم الممتلكات التراثية وتدرس بالجامعة الرسم والتراث وحفظه وتسعى للترسيم لنيل شهادة الدكتوراه.. في لوحات الفنانة التشكيلية والباحثة سلمى فنيرة سفر ملون نحوالجمال المبثوث في المدينة والمشاهد حيث الأبواب والأقواس والأزقة وبهاء المعمار وهدوء الايقاع هي مفتونة بالتراث والمعمار وبما يمنحها جمال الرسم والتلوين وكذلك ما هوبين من جمال العناصر في تجريدية متناسقة المشهدية والتلوين فضلا عن المزهريات وما بها من تشكيلات الزهور والورود وكذلك الطبيعة الميتة..فنانة بحساسية خاصة ترى في الرسم مجالا للقول بالذات في تعدد أحوالها وشواسعها وفق عنوان الفن الذي هوحلمها المفتوح تجاه مكامن الدهشة والألق بين العناصر والأشياء والأمكنة.. من تلك اللوحات البسيطة بروح الطفولة والتي أنجزت في سنوات الذات الأولى ( عمري بين 2 و3 سنوات ) حيث الدراسة بحضانة الراهبات بخزندار ..بدأ المشوار حيث الجذور العائلية العائدة للموريسكيين والأتراك وفي بيئة الأدب والثقافة للجدود والقرابة بالأديب علي الدوعاجي وتطورت العلاقة في هذا الحب للفن والرسم مع الموهبة وصولا الى الدراسة في معهد الفنون الجميلة وكانت اللوحات التي شهدت مشاركات في معارض فنية جماعية والحصول على عضوية اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين والمشاركة ضمن معارضه وأنشطتـــه المختلفة .. عن هذه التجربة التي خاضتها في عوالم الفن التشكيلي تقول الفنانة التشكيلية سلمى فنيرة "..الفن غذاء للروح وهوعالمي الذي أحبذه وأشعر فيه بحريتي وذاتي التي يغمرها الحلم والتحدي والشجن ..منذ الطفولة كانت لي أعمال فنية فأمي كانت ترسم وأبي كانت له مهارات يدوية وفي هذه الأجواء نشأت وتكونت ملامح غرامي بالفن ..أعمل بتناسق بين ثنائية النظر للواقع والتخييل وهذا موجود في لوحاتي التي تشمل المشاهد والتراث والمدينة والحب والسلام والطبيعة ويظل طموحي قويا للمواصلة في الفن بين التشخيص والتجريد وحلمي الجارف هواقامة معرضي الشخصي عند بداية الموسم الثقافي والفني الجديد لأبرز جانبا مهما من تجربتي الفنية التي أتمنى أن أضيف لها شهدت مشاركات عديدة لي في تونس وخارجها ...الرسم يعبر عن وجداني كما الشعر ايضا وفي لوحاتي أسعى لأستلهم من كل شيء..المكان له دلالته الوجدانية والجمالية وقد زرت كلا من اسبانيا وتركيا وفرنسا وايطاليا وتعلمت من كل ذلك قيمة الفن عند الانسان وفي الحياة والوجدان ..في لحظات العناق مع اللوحة وعند العمل الفني أشعر باحساس خاص وكأنني قد تجردت من كل شيء لأسبح في عوالم الجمال والسحر والحب والابداع ويالها من متعة لا تضاهى..الفن يعطينا الكثير ويمنحنا أبعادا أخرى لذواتنا المتعبة والمرهقة من اليومي..في هذه الفسحة من التعاطي مع الرسم تصحبني الموسيقى الرائعة والتي أحبها مع الأغاني لمحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وماجدة الرومي والفن العالي عموما ..التراث مهم ولا بد من الابداع ضمنه بتجديد النظر والمواءمة الحداثية لمكوناته ..درست الفنون الجميلة بالمعهد العالي ولي ماجستير في التراث ضمن حفظ وترميم الممتلكات التراثية وأدرس بالجامعة الرسم والتراث وحفظه وأسعى للترسيم لنيل شهادة الدكتوراه ..تأثرت في تجربتي بعدد من الفنانين العالميين على غرار سالفادور دالي وبيكاسووالمنحى التكعيبي ...وفي تونس أذكر حاتم المكي وعبد العزيز القرجي والزبير التركي...". هكذا تمضي الفنانة والباحثة سلمى فنيرة في مجال تخيرته لغرامها القديم منذ خربشاتها ورسوماتها المفعمة بروح الطفولة لتواصل هذا اللعب الفني الجمالي في كثير من الرغبات والأحلام والدأب والتحدي وأيضا النزوع نحوما هووجداني فالفن عندها كشف واكتشاف للذات التي ترى في الرسم والتلوين وتثمين التراث وتعهده عالما من السحر والابداع والامتاع ..تجربة مفتوحة على أعمال قادمة اعدادا للمعرض الفني الشخصي بداية موسم ثقافي مقبل وجديد..