مجلس التعاون.. من أجل السلام والاستقرار.

منذ إنشائه في عام 1981 ومجلس التعاون الخليجي يضطلع بمهامه التضامنية وتعزيز توحيد المواقف بين الدول الخليجية والعربية، ومنذ لحظة تأسيسه حتى اليوم والمجلس يمرّ بالعديد من المنعطفات الكبرى التي شكّلت تاريخ المنطقة خلال أربعة عقود.. (الحرب الإيرانية العراقية، غزو الكويت، غزو العراق، الربيع العربي...) مروراً بالعديد من المنعطفات الإقليمية والعالمية، وليس آخرها الموقف التضامني الذي أعقب الضربات الإيرانية السافرة على دولة قطر. لم يكتفِ المجلس بالتنسيق على المستوى السياسي بين دول المجلس، بل تجاوز ذلك إلى تعزيز المخرجات السياسية بتشكيل عسكري على الأرض، تمثل في إنشاء قوة درع الجزيرة، والتي كان لها دور بارز في إنهاء الفتنة في مملكة البحرين في 2011. إلى جانب العديد من أوجه التعاون والتبادل الإعلامي والثقافي بين دول المجلس الذي جعله يتجاوز دوره من مستوى التنسيق الإقليمي لمجموعة من الدول على ضفاف الخليج العربي إلى تشكيل منظمة فاعلة تؤدي دورها في كثير من المناطق إقليمياً وعالمياً. المجلس الذي كان أول من أدان واستنكر الاعتداءات الإسرائيلية على إيران قبل أسبوعين؛ إدراكاً منه بالمخاطر التي ستتحقق عند اشتعال أي تصعيد. في ظل الأحداث الراهنة كان لمجلس التعاون دور بارز في تشكيل تكتل خليجي صنع جبهة موحدة وموقفاً ثابتاً مما يجري، وهو دور لا يقتصر على الحدود الخليجية فحسب، بل يتجاوز إلى المساهمة في القضايا العربية. وللمجلس مواقف ثابتة تجاه ما يجري في فلسطين وغيرها، وهو يتكامل مع الجامعة العربية ورابطة دول العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي في أدوارها المحورية، معلناً وقوفه الدائم إلى جانب الخير والحق والسلام. المواقف المعلنة للدول الخليجية تؤكد رسالة المجلس في إحلال السلام؛ فالدور السعودي في السودان وفي الحرب الروسية-الأوكرانية، والدور القطري في وقف الإبادة الصهيونية في غزة، والرعاية العمانية للمفاوضات الأمريكية الإيرانية، وغيرها الكثير من المواقف تثبت أن دول المجلس لديها رسالة سلام عالمية، وأنها في كفة السلم والاستقرار الدوليين.