هاربٌ إلى ما لا يطيق.

أراك تخشى من المقتول.. لو قتلك! وتستجيرُ بصمتٍ صوتُه ختَلَك أراك تُغمِضُ عينيك التي نظرت إلى الدماء وتحشو باللُّهى مقلك .. أراك تلتمس الأعذار .. ترصفها على الكلام فهل تخفي بها خجلَك ؟ أرى احمرارَك وثّابًا يضجُّ كما ضجّت دماءٌ .. فجِد عُذرًا لمن سألَك أراك تغلقُ أذنيك التي سمعت.. باصبعيك .. ليخفى صارخٌ شغَلَك هبك انتصرت وغاض الدمع وارتحلت عنك الملامةُ واستغويتَ من عذَلَك هبك انتصرت؟! فما ينجيك مِنك وقد بذلتَ وجهك للوجه الذي بذلك جِراحهم كعيونٍ تزدريك.. ومن أنّاتهم لحنُ عارٍ كالصّدى وصلَك دماؤهم وهي تجري لا تجفُّ وفي يومٍ ستغرقُ إذ أغفلتها طِوَلَك آلامهم وهي تطغى .. كلّما أخذت منهم.. من الرّوح شيئًا قرّبت أجلَك وأنت تنكرُ ما تلقاه! .. كيف وفي ملامح الوجه أخبارٌ لمن جهلَك ها أنت تبكي لشيءٍ لا يهمّك في شيءٍ .. لتحجب شيئًا في العروق سلَك تدمى وتنكر ذاك الجرح .. ترغب في صرف العيون ولكن ليس ذلك لك تنسى بأنّك إنسان..! وتكره أن يقال: يشعرُ ، يبكي .. أن نرى وجلَك أراك تهرب من شيء تطيقُ إلى ما لا تطيق.. وتمشي مُضنيًا أملَك أراك تطلبُ موتًا أنت تحسبه حبّ الحياة.. فخف يومًا يقال: هلَك