ضمن سلسلة الكتب المترجمة ..
مركز الملك فيصل يصدر الترجمة العربية لكتاب هيلين لوفداي عن تاريخ “الورق الإسلامي”.

ضمن سلسلة الكتب المترجمة التي يُصدرها مركز الملك فيصل للبحوث والدِّراسات الإسلاميَّة، صدر مؤخرًا الترجمة العربيَّة لـ كتاب (Islamic paper: A study of the Ancient Craft) لـ هيلين لوفداي (Helen Loveday) بعنوان: “الورقُ الإسلاميُّ: دراسةٌ عن صَنْعَةٍ قديمةٍ” ترجمة الدكتور مراد تدغوت، وهو كتابٌ ينتمي معرفيًّا لمجال الدِّراسات الكوديكولوجيَّة، وبالتَّحديد لتاريخ صِناعة الورق الإسلاميِّ، حيث حاول أن يقدِّم عرضًا تاريخيًّا عن نشأة هذه الصناعة وطبيعتها وسماتها خاصَّة، واعتمدتْ فيه المؤلِّفة على مجموعة من المصادر الوثائقيَّة الغنيَّة التي تجاوزت ألف (1000) عيِّنة ورقيَّة مؤرَّخة من بلاد فارس وسوريا ومصر من القرن السادس الهجريِّ/ الثاني عشر الميلاديِّ إلى القرن الثالث عشر الهجريِّ/ التاسع عشر الميلاديِّ، مستنيرةً بمعرفتها المِهْنيَّة في صناعة الورق، ومستعينةً بعدَّة مصادر. وقد عالجَتْهُ من منظورين اثنين: أمَّا الأوَّل فقد اعتنت فيه بتقديم سرديَّةٍ تاريخيَّةٍ عن نشأة صناعة الورق الإسلاميِّ وتطوُّرها، والمحطَّات الرَّئيسة التي مرَّت بها، والسِّمات والخصائص التي طُبِعت بها، وكذا انتشارها في أنحاء بلاد فارس والمشرق العربيِّ جميعها، وملاحظة نجاحها مقارنة بالصِّناعات الأخرى المعاصرة. أمَّا المنظور الثاني، فقد تمثَّل في محاولة تقديم نظام يهدف إلى تصنيف الورق الإسلامي، وتحليله، ومقارنته. توزَّع الكتاب على مقدِّمة وقسمين اندرجتْ تحتهما فصول عدة؛ عُنون القسم الأوَّل بتاريخ صناعة الورق الإسلاميِّ، واحتوى الفصل الثاني نبذة عن أصول صناعة الورق منذ بدء رحلته من الصِّين، في حين عالج الفصل الثالث طبيعة الورق وطبيعة إنتاجه، وعالج الفصل الرابع “الخصائص النَّوعيَّة للورق الإسلاميِّ” من حيث الجودةُ، والدَّرجةُ، واللَّونُ، وحجمُ الورقة، والعلاماتُ المائيَّةُ. أمَّا القسم الثاني من الكتاب فقد دار حول تحليل الورق، وهو مفيد للقائمين على حِفظ الورق والمُهتمِّين بتأريخه، حيث درستْ لوفداي خصائصَ (1237) عَيِّنة مؤرَّخة أُنتجت في مصر، وسوريا، وبلاد فارس من القرن السادس الهجريِّ/ الثاني عشر الميلاديِّ إلى أوائل القرن الثالث عشر الهجريِّ/ التاسع عشر الميلاديِّ. وقد تطرَّق الفصل الخامس إلى “نظام تصنيف الورق”، وذيَّلت المؤلِّفةُ الكتاب بـ”جدول النتائج”، وهو عبارة عن قائمة بالخصائص الواردة في الفصلين السابقين، ومقارنة بين الورق الفارسيِّ والسُّوريِّ-المصريِّ على مر القرون. وخلصتْ إلى أنه من الصعوبة بمكان وَصْفُ النماذج جميعها بدقَّة، لكنَّها تعتقد أنَّ دراسة خصائص العيِّنات المؤرَّخة يمكن استخدامها دليلًا مؤيدًا في تحليل المواد غير المؤرَّخة ببيان أوجه التشابه والاختلاف، وبيَّنت بالتحليل المنهجيِّ للورق الاتجاهات السائدة في صناعة الورق على مدار سبعة قرون، وهذا ما يمكنه أن يمنحنا فهمًا أرحب لتاريخ صناعة المخطوطات الإسلاميَّة. ومن خلال الأعمال المفيدة للباحثين التي يحاول المركز إضافتها لإصدارته، فقد أُضيفَت صور المخطوطات المناسبة لنص الكتاب من مخطوطات المركز، وكان عددها 16 مخطوطًا، حيث يحتفظ المركز بأكثر من 28 ألف مخطوطة أصلية متاحة للباحثين عبر بوابة المركز. يذكر أن هيلين لوفداي ألَّفتْ هذا الكتاب تخليدًا لذكرى “دون بيكر” (Don Baker) أمين الورق، والمترجم المشارك لكتاب (Das Arabische Papier) لـ ج. فون كاراباتسيك (J. von Karabacek)، بتمويل من صندوق “دون بيكر” التِّذكاريِّ، وقد كان دُوِّنَ قُبَيلَ وفاته في عام 1994م عَمَله في مشروع يُعنَى بوضع نظامٍ لتحليل الأوراق الإسلاميَّة، وتصنيفها، ومقارنتها، وبعد وفاته طُلب من هيلين لوفداي أن تُفهرِس أرشيفه من المقالات والبطاقات حول الورق الإسلاميِّ، فألهمها ذلك فكرةَ محاولة استكمال بحث الرَّجل وتوسيع قاعدة بياناته؛ ليصدر هذا الكتاب في 184 صفحة من القطع المتوسط، ضمن سلسلة الكتب المترجمة التي يصدرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ويقدمها للمختصين والمهتمين وعموم القراء في أنحاء الوطن العربي. رابط الكتاب: https://kfcris.com/ar/publication/143