حج بصحة وسلامة.

عندما نويت حج هذا العام (1446 هـ) برفقة أولادي، فتحتُ تطبيق «نُسُك» متقدّماً بطلب تصريح الحج. وعند الانتهاء من التقديم واختيار الحملة، وصلتني رسالة من التطبيق تطلب أن أتلقّى تطعيمات الحمى الشوكي والانفلونزا الموسمية كمتطلَّب وقائي لإتمام عملية القبول. بعدها انتقلتُ لمرحلة اعتماد حملة الحج ودفع الرسوم، ثم المرحلة الأخيرة وهي إصدار تصريح الحج من وزارة الداخليه.. كل هذه الخطوات المتتابعة من خلال تطبيق «نُسُك» التابع لوزارة الحج. بعد صدور القرار جرى الطلب مني عن طريق التطبيق بتحديث بياناتي ومعلوماتي الشخصية، والصحية ومنها فصيلة الدم والأمراض المزمنة إن وُجِدَت. صدرت لنا بطاقات من تطبيق «توكلنا»؛ لكل حاج بطاقة نسك وبطاقة حاج تعريفية. قامت وزارة الحج بطباعة بطاقة نُسُك لكل حاج، وتسليمها للحملة وقد تم تسليمها لنا في يوم الاستقبال بمقر الحملة. والآن، تخيّلْ أن كل هذه الاجراءات أتممتها من خلال التطبيق، ولم تكن هناك من حاجة إلى الذهاب ومراجعة أي دائرة حكومية ،أنت في منزلك وتقضي كل مصالحك، وتُقضى لك بكل سهولة وفي خطوات مبسّطة دون تعقيد. نعم إنه وطني.. نعم إنها «المملكة العربية السعودية» في فرادتها وتميّزها وفي تقدّمها. لم تنتهِ رحلة الاستعداد عند هذا الحد، بل توالت الرسائل التوعوية والتوجيهية من خلال التطبيق. وتواصل الاهتمامُ والرعاية إذْ تلقّيت مع أولادي اتصالاً من وزارة الصحة (937) وتم إبلاغي أن لديهم برنامجاً صحيّا خاصّاً للحاج اسمه (حج بصحة وعافية) وجرى شرح البرنامج لنا الذي يُعنَى بصحة وسلامة الحاج للتأكد من سلامته الصحية وجاهزيته بدنياً للذهاب إلى الحج وهو مطمئن. تم حجز موعد لي بأحد مراكز الرعاية الأولية في العيادة الشاملة. وعند ذهابي للمركز اُستقبلت بكل حفاوة وتقدير وكأنهم ينتظرون قدومي..اتّجهت بعدها إلى العيادة، ودخلت على الطبيب الذي قام بدوره ومسئوليته بالفحص الطبي الشامل، ثم أبلغني بأن كل الأدوية التي أحتاجها سوف ترسل لي بوصفة طبية على جوالي خلال ثوانٍ معدوده، ويمكن عندها صرف هذه الوصفة في إحدى الصيدليات المعتمدة لصرف الدواء. هل انتهت رحلة «حج بصحة وعافيه».. لا لم تنتهِ بل وردتّني اتصالات متعدده من الرقم الموحد لوزارة الصحة؛ للمتابعة والاطمئنان على صحتي، والاستفسار عن مدى حاجتي لأي مساعدة طبية خلال أدائي لمناسك فريضة الحج. إنها نعمة نادرة لا تتوفّر ولا تَجري معاينتها إلا من خلال موقف الحج الذي تبرز فيه مبادرات دولتنا العظيمة في الاهتمام الفائق والرعاية الخالصة للحجاج مِن مواطنين ومِن مقيمين ولمَن قَدِموا من كل فج عميق ضيوفاً على الرحمن في أطهر بقعة وفي نطاق أكرم دولة حباها الله بخدمة الحرمين الشريفين. نعم.. نعم.. إنه وطني. إنها المملكة العربية السعودية. فالحمد لله على فضله وكرمه.. والحمد لله أنني «سعودي وافتخر» .