س- ما فضل شهر محرم؟

سؤال وجواب

س- ما فضل شهر محرم؟ ج- قال الله تعالى: **﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ﴾ سورة التوبة: ٣٦. وفي الصحيحين (البخاري رقم 4406 ومسلم 1679) في حديث أبي بكرة - رضي الله عنه - قول نبينا عليه الصلاة والسلام: «السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ». وسُمِّيَت هذه الأشهر بالحُرُم لعِظَم حرمتها، ولما لها من مكانة عند الله تعالى، حيث يُضاعف فيها الأجر، ويُغلَّظ فيها الإثم، ويُنهى عن الظلم والاعتداء فيها. وفي مسلم (1163) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قول نبينا - عليه الصلاة والسلام -: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ». فشهر محرم فضله من جهتين: الأولى: أنه من الأشهر الحُرُم المعظمة عند الله وعند أوليائه. والأخرى: أنه يُشرع فيه الإكثار من صيام التطوع، لا سيما يومي عاشوراء وتاسوعاء؛ فعاشوراء صيامه كفَّارة لسنة، وتاسوعاء من خصائص هذه الأمة. ولا يُشرع صيام شهر محرم كله؛ لما في الصحيحين (البخاري 1971 ومسلم 1157) من حديث ابن عباس - رضي الله عنه - أنه قال: «ما صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا كَامِلًا قَطُّ، غَيْرَ رَمَضَانَ». وفي بلادنا - حرسها الله - أعلنت وكالة الأنباء السعودية عن صدور بيان المحكمة العليا أن غُرَّة شهر محرم هذه السنة 1447هـ يوم الخميس الماضي، وعلى هذا فيكون يوم تاسوعاء هو يوم الجمعة غدًا، واليوم الذي يليه السبت عاشوراء. وبالنسبة لصيام يوم الجمعة الموافق لتاسوعاء، فلا حرج فيه؛ لأن النهي النبوي إنما هو عن تخصيص يوم الجمعة بالصيام لأجل كونه يوم جمعة فقط، أما إذا صِيم لوروده في فضل معين كيوم تاسوعاء، أو أن يُصام معه يوم قبله أو بعده، فلا حرج في ذلك، والله أعلم.