ربما
إلى شجرة الحي المغدورة

أفتقدها. تلك الشجرة الكبيرة التي كانت تظلّل الأرصفة، وتلوّن الدنيا في عينيّ كلما رفعت بصري نحو السماء؛ فلا أرى سوى زرقةٍ قاتمة، حتى تتجلّى لي وريقاتها، خضراء بلا انتهاء. كانت تطلّ على منزلي بحنان، وكانت للحيّ معلمًا، تلك الشجرة الكبيرة التي توسطت الطريق، فجعلت لفوضى المدينة معنًى! و لفصول السنة تمثال. غطّت بوقارها ورقّتها صخب المارة، لقد رأيتُها وهي تُقتلع من جذورها… حيّة، كبيرة، محمّلة بذكريات كثيرة! شهدت صلوات السنين العجاف، وضحكات اللحظات السعيدة. كبرت كما نكبر، تلاعب الريح إذا هبّت، وتعانق السماء إذ ينام الجميع، وتظلّل الأرض كلما أحرقها لهيب الصيف، وتورق في كلما صدق الحب في هذا الكون.