المخرج الكويتي بدر البلوشي :

مسرح الطفل يحتاج إلى حوار وحركة وتوظيف التقنيات الحديثة .

في حوار خاص مع المخرج الكويتي بدر البلوشي، خلال حضوري لمسرحية « سنووايت « للأطفال على مسرح الدسمة بدولة الكويت ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي في دورته السابعة عشر سلط الضوء على واقع مسرح الطفل في دول الخليج العربي، موضحا لنا رؤيته حول كيفية تطوير هذا الفن الهام للأجيال الصغيرة ؛ في لقاء المخرج البلوشي، نستكشف سبل تطوير مسرح الطفل في الخليج العربي، ورؤيته حول كيفية تقديم أعمال مسرحية هادفة وممتعة للأطفال. حال مسرح الطفل في دول الخليج العربي: يقول المخرج الكويتي بدر البلوشي لطالما كان طموحي كفنان ومخرج أن أقدم أعمالاً مسرحية للأطفال تركز على القصة والمحتوى، بعيداً عن الاعتماد على نجومية الفنانين المشهورين. مع تقديري لكل الفنانين، أفهم رغبة الجمهور في رؤية فنانهم المفضل على خشبة المسرح، ولكنني أؤمن بأن مسرح الطفل يجب أن يكون مبنياً على قصة وحوار هادفين. عودتي للإخراج المسرحي بعد انقطاع دام ثماني سنوات جاءت لتحقيق هذا الهدف، حيث وجدت أن الكثير من الأعمال المسرحية المقدمة للأطفال تفتقد للقصة والحوار الهادف. مضيفا أن مسرح الطفل يعتمد على الحوار والحركة معاً، وليس فقط على الحركة والرقص. الطفل يحتاج إلى حوار يغرس فيه القيم والمعلومات بشكل غير مباشر، ويحتاج إلى دراما تصاعدية تحفزه على التفاعل والتفكير. أتذكر مسرحيات الطفل التي كنا نشاهدها في الماضي، حيث كانت تتميز بطابع مميز وخاص. أنا لست ضد التطوير وابتكار الجديد، ولكنني أدعو إلى الحفاظ على الحكاية كاملة في مسرحيات الأطفال، مع استخدام التقنيات الحديثة بشكل واعٍ ومدروس. الإقبال على مسرح الطفل ويؤكد المخرج البلوشي أن الإقبال على مسرح الطفل كبير، خاصة بعد أزمة كورونا، حيث أصبح الناس يبحثون عن السياحة الداخلية والفعاليات الثقافية. المسرحيات التي تقدم محتوى هادفاً وممتعاً هي التي تجذب الجماهير. ومع ذلك، أرى أن هناك حاجة إلى توزيع المسرحيات على مدار العام، حتى لا تشتت الجمهور وتعم الفائدة الجميع. الجماهير صارت تحضر أكثر، والاقبال على المسرحيات يبعث على التفاؤل. كيف نجعل مسرح الطفل مواكبا للمتغيرات المتلاحقة ؟ لجعل مسرح الطفل مواكباً للتحولات الاجتماعية والثقافية والتقنية، يقول البلوشي يجب علينا التخلي عن فكرة الاعتماد على الأسماء المشهورة فقط، والتركيز على تقديم محتوى هادف ومبتكر. علينا استخدام التقنيات الحديثة بشكل مدروس، والابتعاد عن الشو والفلاشات التي لا تقدم قيمة فنية حقيقية. كما يجب علينا أن نكون حريصين على تقديم أعمال مسرحية تحترم عقل الطفل وتقدم له محتوى هادفاً وممتعاً. هل أنت متفائل بمستقبل المسرح الخليجي؟ رغم كل الملاحظات السلبية، إلا أنني متفائل بمستقبل المسرح. علينا العمل بجد واجتهاد لتقديم مسرح مبهر ومؤثر، يترك أثراً إيجابياً في نفوس المتفرجين. وأؤكد على أهمية تقديم أعمال مسرحية ذات قيمة، وليس فقط استعراضات فنية سطحية. أتمنى أن ننجح في تقديم مسرح طفل يليق بأطفالنا وبأنفسنا، وأن نبتعد عن تقديم أعمال لا تقدم قيمة حقيقية للطفل.