غناء الجنازة الأخيرة

هذه الأرض التي نصحو على ضوضائها قبرٌ كبيرْ والجنازات التي تصحو وتغفو في زواياها تثيرُ الصمتَ والموتَ وأحياناً على أغنيةٍ ثكلى تسير الجنازات عيونٌ وشبابيك على ألف مدىً يمتدُّ للمعنى وما ثمّة عصفورٌ من الشِعر يطيرْ بيتُ شعرٍ واحدٍ دون شبابيكٍ يضج الآن بالشمسِ ولا يقبع خلف الجدُر البيض سوى صمتٍ من الليل مرير الجنازات التي تمشي على الرمل سواءْ هي والرمل هباءْ العمى جاثٍ على أعينها الخرسى فما يصنعُ مزمار الضياءْ؟! *** عندما متُّ على أعتاب (طروادة) لم أحمل معي إلا رماد الأغنياتْ وبقايا نظرةٍ شقراء من (هيلين) تكفي كي أرى في العالم الآخر ما خطته كف الغيب لي من ورقاتْ سأسيرُ الآن وحدي ومعي خبزٌ من الشعر وكأسٌ من نبيذ الكلماتْ أيها الآلهة الغافون في أعلى (الأولمبِ) انتفضوا هيا فقد عدتُ من الموت إلى الموت أعدُّوا ليْ على مائدة الغيب كؤوسي ولتشدُّوا وترَ الجيتار ليْ. أنا من جئتُ إليكم حاملاً في جعبتي طعم الحياةْ *** أيها الموت الذي يحملني منذ مهادي آن أن ترتاح من هذا السفرْ فطريقي لم يزل أطول من رجليكَ فاتركني هنا واذهب.. معي عشرُ أغانٍ في فؤادي ومعي قصة حبٍ ونبيذٌ ووترْ إنها أثقل من ظهرك فاتركني هنا! أنا أدري أين يلقيني طريقي أيها الأعمى إذا احتجتك - لا تقلق- فلن أنسى عناوينك أسماءك أرقامك خطواتك في كل ممرْ فأنا مثلك يا موتُ خبيرٌ في أساليب القدَرْ