مصافحة أولى

ها هي أحرفي تصافحكم من جديد، ولكن هذه المرّة في مكان غير ومرحلة غير وحتى القرّاء أزعم بأنهم هنا غير. أكتب في مجلّة اليمامة العريقة وفي ذهني مقولة أحد المفكرين عن قيمة الكتابة بأنها إذا لم تفتح فكراً أو تُضمد جرحاً أو ترفأ دمعة أو تطهر قلباً أو تكشف زيفاً أو تساهم في بناء صرح يسعد الإنسان فلا يُعوّل عليها. لن أدّعي جسامة المسؤولية وأن من يكتب مقالا «كأنه يسير في حقل من الالغام» أو «أحرف الأبجدية كالقنابل بين الأصابع قد تنفجر في أي لحظة» وغيرها من المقولات التي أوهمونا بها في الماضي القريب حتى يُضفي بعض الكُتّاب أهمية لبنات افكارهم تستحلب اعجابنا كقرّاء ومن ثم تبجيلهم والتصفيق لهم. الكتابة اليوم أضحت متاحة حتى لمن لديه (ربع) موهبة في التعبير ومن يطالب بالدليل فليطّلع على ما يُنشر في منصات الاتصال الجماهيري وصفحات (البلوقرز) وحتى في (بعض) الصحف الاليكترونية ليطمئن قلبه ويُدرك بأن ما كان متاحاً فقط للنخب في زمن مضى أصبح اليوم امراً مشاعا للجميع، بل قد لا أبالغ في القول أن الجماهير باتت هي من يصنع الرأي العام ويوجهه من خلال تلك المنصات. سألت تطبيق الذكاء الاصطناعي (CatGPT) هل الكتابة الصحافية حاجة أم ترفاً فأجاب بأنها حاجة أساسيّة اذا نتكلم عن وعي المجتمع (هكذا قالها) وأضاف من (عندياته) أن المجتمع بدون كتابة صحافية واعية يصبح مثل سفينة بلا بوصلة، لا يوجد فيه من يوثق الأحداث ويبحث عن الحقيقة. لا ريب بأنني سأبذل قصارى جهدي حيال الإتساق مع زملائي هنا في طرحهم للأفكار ومع اليمامة المجلّة في توجهاتها التنويرية وحياكم الله.