جزر فرسان وشركة البحر الأحمر.

هذا شيء من مضمون “ اللائحة “ الخاصة ب “ شركة البحر الأحمر “ أرسله إلي أحد أبناء “ جزيرة فرسان “ المغتربين وكأنه - ذلك - يحرضني على الكتابة عن هذه الجزيرة أو مايعرف ب “ أرخبيل جزر فرسان “ . وقبل الكتابة عن هذا الأرخبيل سوف أقتطف أشياء من بنود هذه اللائحة التي تقول : شركة البحر الأحمر الدولية هي شركة سعودية مساهمة “ مقفلة “ بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة . تأسست في عام “ ٢٠١٨ م “ باسم “ شركة البحر الأحمر الدولية “ في عام “ ٢٠٢٢ م “ وتعمل على تطوير وجهتين سياحيتين فاخرتين في المملكة العربية السعودية هما : ١ - وجهة البحر الأحمر التي تقع على الساحل الغربي للمملكة ، وتعد واحدة من أكثر الوجهات السياحية المتجددة ، والعصرية طموحا . هذه الوجهة تضم أرخبيلا يحتضن أكثر من “ ٩٠ “ جزيرة بكرا ، وجبالا خلابة ، وبراكين خامدة ، وكثبانا رملية صحراوية . هذه فقرةواحدة - من فقرات اللائحة - سوف أتكىء عليها في كتابتي عن “ أرخبيل جزر فرسان “ التي أعتقد أن شركة البحر الأحمر تمتلك عنه معلومات أكثر غزارة مني ، من منطلق إمكاناتها ، وخبراتها ، وقدراتها العلمية ، والمادية ، ورغم معرفتي لكل ذلك سأدلي بدلوي من خلال معلوماتي التي أعرفها عن هذا الأرخبيل ، حيث أذكر أني كتبت - ذات مرة - في إحدى المطبوعات أن وطننا الكبير المملكة العربية السعودية تحلق بجناحين جزريين سياحيين ، أحدهما في الشمال ، وهو ماتركز عليه شركة البحر الأحمر - الآن - من خلال معلومات لائحتها التي من بنودها ١ - تطوير مطار “ الوجه “ ليصبح بوابة لوجهة “ آمالا “ . ٢ - إطلاق أول عبارة مجهزة بأحدث التقنيات . ٣ - تنفيذ مشاريع سياحية فاخرة ، ومتطورة في وجهتي البحر الأحمر ، وآمالا . ٤ - تقديم برامج تدريبية مهنية وفرص عمل للشباب السعودي . ولن أشير إلى ماسمته اللائحة “ مبادرات الشركة تلافيا للإطالة .. هذه مقتطفات - مختصرة جدا - من اللائحة سأحاول من خلالها التسرب إلى بعض المعلومات التي أعرفها عن أرخبيل جزر فرسان الجناح الجزري السياحي الجنوبي لوطننا الكبير ، لعلي أضيف - بذلك - جديدا لمعلومات من يهمهم الأمر . ولإيضاح ذلك أقول : إن أرخبيل جزر فرسان ، مجموعة من الجزر المتناثرة في مياه الجنوب الشرقي للبحر الأحمر ، وفي غرب خريطة الجنوب الغربي للمملكة ، حيث تعتبر جزيرة فرسان “ الكبرى “ أكبر جزيرة في هذا الساحل الممتد من “ باب المندب “ إلى خليجي “ السويس “ و” العقبة “ وأكبر جزيرة في وطننا الكبير ، بل هي أكبر جزيرة عربية ، إذا استثنينا جزيرة “ سقطرة “ في البحر العربي والتي تتبع للجمهورية اليمنية . هذا الأرخبيل - أقصد أرخبيل جزر فرسان - أغرى كثيرا من الباحثين بالكتابة عنه ، واكتشاف مجاهيله ، حتى بلغ الأمر بأن يصفه الكثيرون ب “ الساحر “ الذي لم تكتشف أسراره بعد . يبلغ عدد جزر هذا الأرخبيل “ ٢٦٢ “ جزيرة حسب آخر إحصائية قام بها كل من اللواء بحري الركن - المتقاعد حاليا - ابراهيم فايز الشهري ، قائد مركز الحدود في محافظة جزر فرسان - وزميله الرائد البحري حمد اسماعيل البر - متقاعد حاليا - في كتابهما “ جزر فرسان في صور“. وكما أن أرخبيل ال” ٩٠ “ جزيرة - في الشمال - كما أشارت اللا ئحة ، يضم جبالا عالية ، وبراكين خامدة ، وكثبانا رملية صحراوية - وهي عناصر سياحية تشكل ثروة وطنية - فإن أرخبيل جزر فرسان يتفرد بنصاعة بياض رمال سواحل جزره ، وتداخل ألوان مياه بحاره الغنية بالثروة السمكية ، وتعدد مواقع أصداف لآلئه - التي وصلت تجارتها - قديما - إلى بلدان الشرق وإلى “ أوروبا “ أيام ازدهار تجارة اللؤلؤ ، وهذا ماتثبته الأدلة الحضارية المعمارية الباقية إلى اليوم ، كما هو الحال في منزل التاجر أحمد المنور الرفاعي، ومسجد التاجر ابراهيم النجدي وغيرهما. بالإضافة إلى أن بحار جزر فرسان غنية بالرخويات التي من اهمها “ خيار البحر “ الذي يباع بأثمان غالية . ليس هذا فحسب ، بل إن كثيرا من جزر هذا الأرخبيل تؤطر سواحلها أشجار “ المانجروف “ المعروفة بالشورا “ وهذه الأشجار ميزتها أنها حواضن طبيعية خصبة لتكاثر “ الجمبري “ ولا أشك أن أحدا لايعرف القيمة الاقتصادية لهذا الكائن المعروف - أيضا - ب “ الروبيان “ الذي لاتخلو منه الأسواق المركزية والبقالات . ومن الأشجار التي لاتوجد في أماكن أخرى غابات أشجار “ القندل “ - حسب اسمها الفرساني ، واسمها العلمي حسب الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية “ Rhizophora Mucronatat وفي قرى فرسان أعداد من أشجار النخيل التي تسقى بماء أبارها المحفورة في الصخر . وإذا تجاوزنا ذلك نجد أن سكان بعض جزر هذا الأرخبيل يتفردون بمواسم خاصة مثل موسم “ أسماك الحريد “ الذي أصبح موسما رسميا من مواسم هذا الوطن كل عام ، وفي نفس الموسم في شهر أبريل تستقبل فرسان آلافا من الطيور المهاجرة التي تأتي من شمال “ أوروبا “ هربا من الصقيع . هذه مقتطفات من الظواهر الطبيعية والأشياء الأخرى التي تحسب لوطننا الواسع الأ رجاء . وإن يكن هناك ختام لكتابتي هذه فليكن فيما يتعلق بمجال النقل البحري الذي يجب أن يتناسب مع الأعداد الكبيرة من السواح الذين يأتون إلى فرسان خاصة في فصل الشتاء . هذا علمي وسلامتكم .