
(المشهد العام) في ذات أمسية بين النخيل و»العُلا» ترقد في ليلٍ طويل ملء الزمان تنام كاسفة نسيَ الزمانُ مكانها بين النخيل *** (أحاديث المدائن المحيطة بالعلا) تضاحكت المدائن حولها، وتهامستْ: من يسمعُ قولها من يكتبُ اسمها على ضفة التاريخ ملقاة فمن يجدد رسمها إنها ملقى السبيل إنها ملقى السبيل *** (الصخرة العاديّة) : نطقت صخرة بين الصخور عن شفاهٍ نفضت صمت الدهور تقول في حنق: ماض «العلا» كان بالمجد يفور قلاع وحصون والقوافل دونها كلها زاد تَمور لكنما اليوم ليلها ليل طويل *** ( المدائن مرة أخرى) : كان هذا فيما كانَ، أمَّا اليوم : فهي مرتع للوحوش شربتْ من كؤوس ماضيها فتصدعت تلك الكؤوس فلم يبق لذلك «الصادي» سوى النزر القليل *** (مشهد للعلا) و»العلا» نائمة بين النخيل إذ راعها حُلم هزّ جنبيها وأفزع نومها فاستجابتْ لبكاء وعويل *** (حديث النقوش) : قالت لها بعض النقوش هذا هو السر القديم منذ «دادان» وأنت ساهمة لماذا يا «عُلا» الحزن الدفين ؟ فلترقدي.. ملء واديك هذا والسهول. *** العلا: والهموم؟ النقش: يغسلها ماء الغيوم. العلا : و «دادان» من ؟ النقش: دادان المواكب والجيوش، والتجارة والقوافل وصدور من صخور حفظتني مثل غيري من نقوش. العلا: متى كان هذا؟ النقش : في ماض جميل أشم نسيمه ذاك العليل. العلا: هذا هو الذي بعث الأرق تاريخي تمزق واحترق وعيوني تضرج لونها محاكيا لون الشفق النقش: لكن من أيقظ نومك يا بنت النخيل؟! العلا: حلم راعني أيها النقش القديم النقش: قولي. العلا: من يكشف الرمز ومن بالرؤيا عليم ؟ النقش: خلتك عن ماضيك سلوت لكن أخبريني يا علا ماذا رأيت ؟ العلا: رأيت الليل أحرق ثوبه شعاع من الشمس خطير وإذا نقش في صخوري رسمه طير أسير فك قيد الأسر منها.. نسرٌ ثم حلّقَ إذ يطير آخذٌ من شعاع الشمس أقلام، وأثواب من حرير حتى عاد أيقظني وألبسني وخط بالأقلام اسمي. يا «نقش» أمري إلى ماذا يصير ؟! *** جموع من النقوش: تهامست وتضاحكت تلك النقوش ليس في هذا ما يريب بل هذا هو الحُلم الغريب *** بكاء العلا : بكتْ العلا ولها نحيب رددت أصداؤه أحجارها كبكاء من فقد الحبيب كربابة مشدودة أوتارها بكتْ العلا ولها نحيب *** القبّرة المتوّجة : أيتها العلا: كنت أعزف اللحن السعيد يقف الغصن وأخرى بي يميد والكون مستمع طروب للنشيد فتناقلت رؤياك طير كأنها خيل البريد فعبرتها أيتها العلا وأتيت أضرب بالجناح حتى وصلت حماك من أقصى البعيد العلا: قبّرة وتاج ؟! كيف جئت وحالك الليل سياج وأدمعي في الرمل كالبحر، والملح الأجاج *** الصخرة القديمة : من يحمل البشرى سيرحل بالقميص لن يسخر من يعقوب إلا ذلك القلب البئيس *** القبرة المتوجة تعبر الرؤيا: كفي عن الخد الأسيل بعد اليوم دمعك لن يسيل سيُطل من بين النخيل أمير عربي أصيل ينفض عنك أطمار القرون ويبعث مجد هاتيك السنون *** (المشهد الأخير) هزت العلا أعطاف واديها وغنّتْ بعد حزن كاد يقتلها، لو تمنتْ من سوى هذا الأمير يبعث مجدها ويحيلها فوق عرش وسرير.