أجيال قادمة من الإعلاميين.

في هذه المرحلة الحساسة والمعقدة بات الإعلام أخطر الأسلحة التي يمكن أن تقلب موازين المعركة مع العدو. وأمام هذا التسارع المحموم في التطور الإعلامي والرقمي بات من الضروري على الإعلام أن يواكب ما وصل إليه العالم في هذه الصناعة. على ضوء تلك الحقائق، عقدت هيئة تنظيم الإعلام مؤتمراً صحفياً جمع كلاً من وزارتي الإعلام والتعليم لتدشين برنامج «مسار واعد» للابتعاث في مجالات الإعلام ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث. يهدف البرنامج إلى تأهيل وتدريب الطلاب السعوديين في مجالات الإعلام والإعلام الرقمي والذكاء الصناعي المرتبط بصناعة الإعلام، والواقع الافتراضي. خطوة الابتعاث في دراسات الإعلام وإن تأخرت كثيراً إلا أنها سوف تسد تلك الفجوة الملحوظة في منظومة الإعلام وأدواته وأشكال تعاطيه مع الأحداث. ليس هذا فحسب، بل إن كل ذلك سوف يصب في مخرجات رؤية 2030 التي لا يليق بها أن تكون متكاملة من كل النواحي الخدماتية دون أن يكون هناك إعلام مواكب وموازٍ في القوة يأخذ بمعطيات وتقنيات العصر؛ ليحمل عبء تعزيز كل تلك النجاحات من خلال إيصالها إعلامياً كما يجب. بعد تخرج الدفعات القادمة، والتي أعلن عنها أنها ستشمل «الدبلوم والبكالوريوس والماجستير» في التخصصات الإعلامية أو التي ستخدم الحقل الإعلامي كالتخصصات التقنية، فإن المؤمل كذلك أن تواكب «السياسة الإعلامية» المستوى الذي ستصل له الكوادر التي سيتم ابتعاثها، فالمعروف أن حشد الطاقات فقط لا يكفي في تمكينها من أداء مهامها دون بيئة تشريعية جديدة تطوّر من أدوات التعاطي الإعلامي وتمنح تلك الأدوات الجديدة المكتسبة المساحة الكافية لأداء مهمتها على أكمل وجه. فضلاً عن الدور التثقيفي المرجو من المرحلة المقبلة التي نأمل فيها جميعاً أن يصل إعلامنا إلى واقع أكثر احترافية ليكون نموذجاً رائداً في المنطقة.