قد تأتي الفرصة، ولكنها لن تعود.

أقترب بائع الكعك من الملياردير الراحل أوناسيس، طالبًا منه شراء كعكه. أخرج أوناسيس قطعة نقود وقال: “كتابة أم نقش؟ إذا ربحت، ستأخذ كل ما في جيبي، وإذا خسرت، سآخذ أنا كل الكعك.” رد البائع بقلق: “أنا فقير ياسيدي، إذا خسرت الكعك فلن أستطيع إطعام عائلتي!” أدار أوناسيس ظهره وقال: “ولدت وستموت بائع كعك! فالحياة تحتاج إلى مغامرة!” تحمل هذه القصة رسالة عميقة عن الجرأة والمخاطرة، وتبرز التباين بين من يعيش ضمن حدود الأمان والخوف، ومن يخوض الحياة بروح المغامرة والثقة. أوناسيس، رجل الأعمال الشهير، يجسد روح الانفتاح على الاحتمالات، حتى لو كانت محفوفة بالمخاطر،  فهور رجل أعمال يؤمن بأن الفرص الكبرى لا تأتي إلا لمن يخوض المجازفة. أما بائع الكعك، فهو مثال للإنسان البسيط الذي تحاصره الاحتياجات اليومية بامكانياته المحدودة ، ويكبله الخوف من خسارة ما يملك، مهما كان قليلاً.  قول أوناسيس: “ولدت وستموت بائع كعك” قد يبدو قاسيًا، لكنه يكشف حقيقة من يرفض الخروج من منطقة الراحة. من يخشى المخاطرة غالبًا يظل أسير واقعه، مهما كانت قدراته، ويبقى تطوره محدودًا. الحياة لا تُكافئ المترددين، بل تُمنح لمن يملكون الشجاعة وروح المغامرة لخوض التحديات. الخوف من الخسارة قد يمنعنا من تحقيق قفزة نوعية في حياتنا، سواء في الأعمال، التجارة، أو المسيرة الشخصية. نعم، ليست كل مغامرة مضمونة، لكن بعض الأبواب لا تُفتح إلا لمن يطرقها بلا خوف. الفقر الحقيقي ليس فقر المال، بل فقر الطموح والتخطيط المستقبلي والجرأة. أحيانًا، نحتاج إلى المجازفة، إلى “رمي العملة” ليحدث التغيير. يقف الإنسان أحيانًا بين خيارين: إما أن يكون متفرجًا على مرور الأيام، أو صانعًا لها. حيث يتجلى الفرق بين من يعيش الحياة كما تأتي، ومن يسعى بعزيمة لتحقيق طموحاته، إلى تغيير واقعه، واقتناص الفرص.  والطموح لا يعني دائمًا السعي نحو الثروة أو الشهرة، بل قد يكون تطلعًا لتحسين الذات، تطوير القدرات،الانتقال إلى مستوى معيشي افضل أو حتى ترك أثر إيجابي في حياتنا وحياة من حولنا. تمر بنا فرص عديدة، لكن كثيرًا منها يضيع بسبب التردد أو عدم القدرة على استشعار مقدماتها. الحقيقة المؤلمة. والمعضلة ان الفرص لا تنتظر المترددين، بل تميل إلى من يملك الرؤية، الجرأة، والاستعداد للسعي والمغامرة .  قصص النجاح التي نسمعها غالبًا بدأت بقرار صائب أو خطوة شجاعة غيرت مجرى حياة أصحابها إلى الأبد.  صحيح ان البداية احيانا قد لا تكون مثالية، وقد تفتقر إلى كل الموارد، لكن الطموح، والبدء المبكر، واستغلال الفرص المتاحة كفيل بقيادة الإنسان إلى مسارات جديدة ومحفزة. فالنجاح ليس مجرد حظ، او معرفة فقط بلا جهد، من لا يسعى يظل في مكانه، ومن لا يقتنص الفرص يكتفي بما تمنحه الظروف. كن أنت من يفتح الأبواب، لا من ينتظر أن تُفتح له. لا تخشَ المغامرة، ولا تنتظر اللحظة المثالية، فالحياة لا تنتظر، والطموح لا يتحقق بالأحلام والأمنيات، بل بالسعي، الإصرار، واقتناص الفرص في اللحظة المناسبة. فالفرص، كما يقال، لا تعود مرتين.