المحررون

على أطراف صحراء الدهناء ، وعلى بُعد عدة كيلومترات من محافظة الجبيل، تتوارى “ثاج” كمدينة نائمة بين طيات الزمن، تحمل في رمالها ذاكرة حضارية لا تقل شأنا عن كبريات مدن التاريخ. مكان تتجاور فيه الفخاريات مع الحلي الذهبية، وتلتقي الرموز والدمى والأحجار الكريمة، شاهدة على ملتقى حضارات مرّت من هذه الأرض وخلّفت وراءها قصة ما زالت تنتظر أن تُروى كاملة. ومنذ أن لفتت أنظار علماء الآثار في المملكة في ثمانينيات القرن الماضي، حظيت ثاج بحضورٍ عالمي بارز في معارض “روائع آثار المملكة”. وقد اختار فريق التحرير “ثاج” موضوعا للغلاف، بوصفها تستحق أن تُستعاد من بين الرمال لتروي للأجيال قصة “ملتقى الحضارات”. وفي هذا العدد، نواصل ما نحرص عليه دوما من تنوع يفتح نوافذ متعددة على الفكر والإبداع. حيث يسلط الدكتور صالح الشحري الضوء على كتاب الدكتور زكريا الهوساوي الجديد الذي يتحدث فيه عن مسيرته مع طب الاطفال في المدينة المنورة.، فيما يتوقف محمد القشعمي عند كتاب آفة الحرس القديم لمجاهد عبدالمتعالي. وعن مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يكتب عبدالله الوابلي حوارا هادئا لايقصي الآخر. هذا العدد يحتوي على ملحق شرفات الثقافي، ونخصص ملفه الشهري عن الكاتبة الروائية أميمة الخميس، حيث نجري حوارا شاملا معها حول تجربتها الادبية التي وصفتها بأنها تيار متدفق وتتأمل فيه حضور والدها الاديب الكبير عبدالله بن خميس رحمه الله من دون ان ننسى النفاذ الى السردية الممتدة في رواياتها عبر تاريخ اليمامة منذ الرواية الاولى وصولا الى روايتها الاخيرة “عمة ال مشرق”. وتقدم جواهر بنت راشد المري “ذاكرة امرأة من الربع الخالي” تستعرض فيه مسيرة بدأت بالجوع وانتهت الى الحياة الرغيدة.، بينما تقدم الدكتورة سهام العريشي ترجمة لمقال لسيجموند فرويد، وتستعيد أمل الحسين “ذاكرة الأفراح النسائية”. ويزدان الملحق بمقالات نقدية ونصوص إبداعية لعدد من أبرز الكتّاب المحليين، ونختتم العدد بـ” الكلام الأخير” مع أروى الزهراني.