مجلس جديد برئاسة السريحي يوازن بين الخبرة والتجديد..

جمعية الأدب تدخل دورتها الثانية بروح التنازل ورسائل الوداع.

في مشهدٍ أدبي يزاوج بين التنافس وروح الفريق، اختتمت جمعية الأدب المهنية انتخاباتها الأخيرة بصورة عكست نضج التجربة المؤسسية ووعي أعضائها. فبعد أجواء انتخابية شفافة، أفرزت النتائج مجلسًا جديدًا تَصدَّرَه الدكتور سعيد السريحي رئيسًا للجمعية، وسط موقف لافت حين تنازل منافسه الدكتور حسن النعمي عن الرئاسة. هذه اللحظة لم تُقرأ باعتبارها مجرد تنازل، بل باعتبارها درسًا أخلاقيًا أضاء المشهد، ورسالة بأن الجمعية تدخل مرحلتها الثانية على قاعدة الشراكة لا المغالبة وجرت عملية التصويت في أجواء اتسمت بالانضباط والمسؤولية، تحت إشراف لجنة الانتخابات برئاسة الأستاذ عبدالرحمن السيد، وعضوية الأستاذ خالد الباز والأستاذة أشواق بن رشيد، وبمتابعة من الرئيس التنفيذي للجمعية عبدالله مفتاح، حيث ساد الاجتماع مناخ من النزاهة والشفافية عكس وعي الأعضاء وثقتهم بالمسار الانتخابي. وشهدت النتائج تعادلًا في الأصوات بين سعيد السريحي وحسن النعمي على منصب الرئيس، ليبادر الدكتور النعمي بخطوة لافتة بالتنازل عن الرئاسة لصالح السريحي، قائلاً عبارته المؤثرة: «العين لا تعلو على الحاجب». وقد عُدّت هذه المبادرة درسًا أخلاقيًا وموقفًا نزيهًا عكس حرص الجميع على روح الفريق ودعم مسيرة العمل المؤسسي. دلالات التغيير والاستمرارية الانتخابات حملت معها عددًا من المؤشرات اللافتة؛ أبرزها اعتذار الرئيس السابق الدكتور صالح زيّاد عن الاستمرار، مع استمرار ثلثي أعضاء المجلس السابق وهم جاسم الصحيح، د. نورة القحطاني، محمد ابراهيم يعقوب، خالد اليوسف. وانضمام ثلاثة أعضاء جدد هم: معجب العدواني، عادل خميس، ونهى العويضي. وقد اعتبر مراقبون هذه التركيبة متوازنة بين التجديد والخبرة، بما يعزز استمرارية مسيرة الجمعية ويفتح أمامها آفاقًا جديدة. النعمي يتنازل للمرة الثانية ومن اللافت أن هذه ليست المرة الأولى التي يتنازل فيها الدكتور حسن النعمي عن منصب رفيع طوعًا، إذ سبق أن تنازل عن رئاسة نادي جدة الأدبي لصالح الدكتور عبدالمحسن القحطاني، في سابقة تعكس سلوكه المؤسسي وإيمانه بروح المشاركة. كلمات من قلب المشهد في تعليق له على نتائج الانتخابات، قال الرئيس المنتخب سعيد السريحي عبارة وكأنها تلخص «برنامجه الانتخابي»: «موعدنا الصبح، أليس الصبح بقريب؟» أما الرئيس السابق للجمعية، الدكتور صالح زياد، الذي قاد الجمعية منذ مرحلة الفكرة وحتى التأسيس، فقد ودّع زملاءه بكلمات أكد فيها ان الجمعية تمكنت من ان تضع لها «موقعًا واضحًا وصوتًا مسموعًا في الفضاء الثقافي الوطني، وأن نخطو بثبات نحو أهدافها. لا أدّعي أننا بلغنا الكمال، فقد يقع الخطأ في التقدير أو القصور في التوقع، لكننا عملنا دائمًا بصدق نية وسلامة طوية» واختتم قائلا:»أغادر الموقع لا الفكرة، وأغادر الإدارة لا الانتماء».