الجميعة في أمسيته الشعرية بالرياض ..

كتبت ديواني الأول وأنا أتعلم الإصغاء لصوتي الداخلي .

قال الشاعر جابر الجميعة أن “ لكل شاعرٍ بصمته الخاصة، وإن كان أثر الشاعر جاسم الصحيح ممتداً في الساحة الأحسائية، فهذا طبيعي ولا ننكره لشاعر كبير ترك بصمة عميقة في وجداننا وندين له بالفضل الكبير على تشجيعه الدائم للجميع دون استثناء” وأضاف “ لكن الذائقة الشعرية في الأحساء متنوعة، ولكل صوتٍ نكهته التي تميّزه، وأنا أؤمن أن الاختلاف في النكهة هو ما يثري المشهد الإبداعي لدينا.” جاء ذلك في الأمسية التي أقامتها مكتبة ودار تشكيل بالرياض بمناسبة صدور ديوانه (غرق في المجاز) بالشراكة مع خيمة المتنبي وعن  ديوانه قال الجميعة “الإصدار الأول أشبه ما يكون بصرخة الميلاد، فيه اندفعتُ إلى الورق بكل ما في داخلي من وجعٍ وحنينٍ وأحلام ديوان “غرقٌ في المجاز” كتبتُه وأنا أتعلم الإصغاء لصوتي الداخلي، وأجرّب أن أضع قلبي بين دفّتي كتاب. لذلك يبقى التجربة الأصدق مهما تلتها من تجارب.” وحول تنوع تجربته بين العمودي والتفعيلة ذكر الجميعة “أنا ابن الإيقاع في كل حالاته، لكن العمودي يمنحني صدق الانتماء، فيما تعطي قصيدة التفعيلة فسحة وحرية للتنفّس أكثر، وأحياناً أجدني كطائرٍ يرفرف بجناحين: جناح موزون على بحر الخليل، وآخر حرّ على ضفاف التفعيلة. وفي سؤال له إن كانت حظيت تجربته بدراسة ذكرأنه حتى الآن لم تُكتب عن تجربته دراسات نقدية متخصصة بالمعنى الأكاديمي، لكنها حظيت بقراءات وانطباعات من النقاد والأصدقاء والمهتمين، وهي تعني له الكثير لأنها تكشف زوايا لم يكن يراها في نصوصه. وعن جديد ه القادم أشار إلى أنه يعمل حالياً على نصوص جديدة تنضج على مهل، بعضها في طور الجمع لإصدار قادم، متنميا أن يحمل وجهاً أكثر نضجاً وتجربة أعمق. فالشعر –كما يقول-ليس محطة للتوقف بل رحلةٌ لا تنتهي. يشار إلى أن المجموعة الشعرية (غرق في المجاز) هي  الأولى للشاعر ووضع فيها تجربته الكاملة في الشعر الفصيح وتنوعت قصائد الديوان بين العمودي والتفعيلة وغلب عليها الطابع الوجداني والإنساني وقصائد في الحُب والحياة… “ومِنَ البوحِ ما يكون اشتياقا فدعينا على الهوى نتلاقى ودعينا نُذَّوبِ الوقت شمعاً لذةُّ العِشْق أن نذوبَ احتراقا” وعن الديوان قالت الأديبة نورة النمر “ديوان ( غرقٌ في المجاز ) فيه إيحاء  يُدخِلنا الى الشعر من خلال  غرقٍ مجازي، وهو عتبة جميلة لنصوص المجموعة التي ترتفع فيها  وتيرة الأحاسيس ، لتأخذ القارئ بين مدّها وجزرها ،ليغرق بكاملِ رغبته  في خضمّ  هذه المجازات لكنه (قبل لحظةٍ من الغرق) وفي نصٍ هكذا عنوانه، يبدأ ببيتٍ شعري فيه لفتٌ للانتباه لهذا البحر من الانفعالات “ ووصف الشاعر ناجي الحرز الجميعه  “بأنه ( المارد ) القادم إلى ساحة الشعر العربي بكل عنفوان وزهو نخيل الأحساء .. هكذا أشتهي أن أسميه منذ ارتبكَت دقات قلبي من شد ما انتشيتُ بما سمعته من ذوب فؤاده .. فؤاد جابر .. وما أدراك  .. فهو الذي يمسك بالقلم .. وهو الذي يتدفق فوق الورقة . نختار هذه المقاطع من القصائد التي ألقاها الشاعر في الأمسية :  لأني أفكر كالطفل أحتاج كراسةً من غيوم وأحتاج غابة حلوى لأرسم هذي الحياة. .... قصائدي لو تُرى تُنبيكَ عن نسبي إنّ القوافيَ أمي ، والمجازَ أبي وكلّ حرفٍ تخفّى خلفَ رونقِهِ قد كان شيخاً ولكن في لباس صبِي . .... حيّرتني رغم التصبر روحي وعثا الشك في اليقين وجالا وتخطّت حرارة الفقدِ شوطاً من فؤادي وجاوزَتْهُ اشتعالا ها أنا والغياب يحفر قلبي ويغذّي الحياة منك اعتلالا ها أنا الآن غارقٌ فيك كلّي وأناديك ياهشامُ : تعالَ . ...