أمسية إبداعية مع الحاجي والدندن والنمر ..

خيمة المتنبي تزف ثلاثة إصدارات شعرية جديدة .

اليمامة ــ خاص استمرارا لدعم المبدعين الشباب ورفد المكتبة الأدبية العربية بالإبداعات الشعرية، أقامت خيمة المتنبي حفل تدشين ثلاثة إصدارات شعرية ضمن مبادرتها (مجاز أول) بالتعاون مع دار تشكيل، وذلك مساء يوم الجمعة ١٢-٩-٢٠٢٥م، حيث دشنت ديوان (فزع البيدر) للشاعر إبراهيم الحاجي، و(كائنات المجاز) للشاعر علي الدندن، و(فصل من مواعظ الضلّيل) للشاعر صادق النمر، وسط حضور كثيف من شعراء وأدباء وإعلاميين. قدم الأمسية الشاعر عبدالمجيد الموسوي، مرحبًا بالضيوف الكرام، مستهلًا حديثه عن الدواوين الثلاثة، بقوله: ثلاثةُ دواوينٍ وُلدت من رحم القصيدة، كأنها ثلاثةُ أنهارٍ تفرعت من عيني الفرادة والجمال، كلُّ واحدٍ منها يشقُّ مجراه حاملًا نكهته الخاصة،لكنّها تلتقي جميعًا في نهر الشعر وفتنته.” افتُتحت الأمسية بكلمة لرئيس خيمة المتنبي الشاعر جاسم الصحيح، التي رحب فيها بالحضور الكريم، موضحا رسالة الخيمة بدعم الشعراء الشباب من الحرف الأول للقصيدة إلى الديوان، عبر مبادرتها (مجاز أول) والتي تتكاتف مع دار تشكيل في أداء هذه الرسالة، كما عرّج بنظرة ثاقبة إلى على جماليات المجموعات الشعرية قائلا: في هذا اليوم من شهرِ ربيعٍ الأول، نريد للربيع أن لا يخون اسمَهُ ومعناه في غمرة هذا الجو الحار والرطوبة الخانقة التي تجتاح بعض أيامه، لذلك سوف نبتكر من الشعر ربيعا، تسري علينا أنسامه العاطرة، وتأتلق أزهاره الباهرة.. إنه ربيعٌ طالعٌ من أعماقِ ثلاثةِ دواوين شعرية عامرةٍ بالخصوبة، انفلقتْ بذراتُها في تربة التكوين، وامتدتْ سيقانُها لمعانقة الضوء في مسارات الإبداع والابتكار والتميز والجمال. هي ثلاثة دواوين تملؤها الطاقة الجمالية التي تأتي من عدة مصادر كالتأمل العميق، واستكناه الحياة، وزراعة ألغام المفارقة بين الأفكار والكلمات، وتفعيل المخيلة لتخليق الكائنات الجديدة.. كانت أولى القراءات الشعرية للشاعر إبراهيم الحاجي من ديوانه (فزع البيدر) بانتقاء نصوص مميزة منها قصيدة (الشمس والقمر يدخلان) والتي منها: هيّا ادخلا يا شمسُ يا بدرُ ادخلا.. فالعمرُ مفتوحٌ هنا مقدارَ جرحينِ ادخلا وتعاقبا فالحلمُ أرْمَدَهُ السّرابُ وتاهَ ما بينَ اللّياليَ مُجْهَدا يا أنتِ يا شمسُ ادخلي بين الحنايا خِلْسةً أو بين أغْطِيَةِ الشُجونِ وفوقَ ألوانِ الحياةِ وأيقظي يا شمسُ أسْرابَ الحَناجِرِ من تجاويفِ المِخَاوفِ غارَ في حَلْقِ السّلامِ هُنا النِّدَا وعلى سجاجيد الحنينِ تحسّسي نبضَ الدَّعاءِ يكادُ يخنقه الصّدى تلا ذلك قراءة نقدية لديوان الحاجي قدمها الشاعر زكي السالم، مستعرضا العديد من المحطات الشعرية والتحولات الجمالية في تجربة وفق نصوص الديوان. ثم كانت الجولة الشعرية الثانية للشاعر صادق النمر، الذي تلا نصوصا جميلة مختارة من ديوانه (فصل من مواعظ الضلّيل)، والذي منها نصه المعنون بـ(مواعظ الضلّيل) منها: خذي مواعظ ضلِّيلٍ قد انفردا أراد أنْ يغمدَ الأشياءَ مُنجردا مضى إلى حيثُ لا يُفتيْ المدى قمراً و لا نجوماً مضيئاتٍ تكيلُ هُدى مبللاً بأناشيدٍ ملائكةٍ عطفاً له حين يمشي مفرداً أحدا الشعرُ في فمِهِ نارٌ ممزقةٌ و الخمرُ في يدِهِ شَهْدٌ و لا شُهَدَا يكادُ أنْ يُمسِكَ المعنى و طائرَهُ لولا ضجيجُ مجازٍ جاءَ محتشدا ..! يمرُّ بينَ حلوقِ الريحِ أغنيةً لكنهُ في بُطونِ النهرِ رَجْعُ صَدَى بعد ذلك قدم الناقد محمد الحميدي قراءته النقدية لديوان النمر، والتي سلط فيها الضوء على العديد من الملامح الجمالية والفنية في هذه التجربة الشعرية المتميزة. الجولة الشعرية الثالثة كانت للشاعر علي الدندن، الذي أطرب الحضور بنصوص ساحرة، منها نص (إفريقية) ونختار منه: أنا إن أشحتُ عن الثمارِ جميعِها فلأنّ تفّاح اشتهائِك ما فَسدْ من أينَ أعبرُ والعيونُ خناجرٌ حولي وثمّةَ ألفُ بابٍ للجسدْ ومن نص (الوصية): الأصدقاء هم المدافئ دائماً أما الصداقةُ فهيَ أدفأ منزلِ تكفيكَ من سعةِ الوجود محبةٌ حتى ولو مثقال حبةِ خردلِ وكان دور القراءة النقدية لديوان الدندن التي قدمها الشاعر حيدر العبدالله، ليقوم بالغوص في أعماق التجربة تحليلا وتأويلا، مستخرجا لآلئ من الإشارات والوقفات الفنية. ختاما تم تكريم الشعراء والنقاد من قبل رئيس الخيمة الشاعر جاسم الصحيح، وداعم مسيرتها الشاعر السيد هاشم الشخص، والتقطت الصور التذكارية مع الشعراء وأعضاء الخيمة بمعية أصحاب القراءات. وهرع بعدها الحضور للاصطفاف أمام منصات الشعراء لنيل تواقيع مجموعاتهم الشعرية.