عفف .. معشوق الشمس*

سموتَ فوق جلالِ المجدِ يا عَفَفُ يحيطُك الجودُ والتاريخُ والشرفُ الشمسُ تُنكِرُ أسماءً نُسبنَ لها لكنّها باسمِك الوضّاحِ تعترفُ آياتُك الشُّمُّ في أعصابِها علِقَتْ كما تَعالقَ لونُ النخلِ والسّعفُ فتنتَها، فتعالى الشوقُ وانحدرَتْ حمراءَ يَقطرُ من أرجائِها الأسفُ أبى المدارُ أمانيَّ المبيتِ هنا فغادرتْكَ وقُطْرُ الروحِ ينعطِفُ تسيرُ حَيرى على إعتامِ وجهتِها وقد تَغيمُ وقد تكبو وتنكسِفُ يمرُّها الكونُ أعشى لا بيانَ لَهُ فأنتَ وحدُكَ في نيشانِها الهدفُ تراكَ مأرِزُها الكونيُّ من حِقبٍ أولى، وأنتَ على أهدابِها تقِفُ ما زلتَ مغزلَها، ترنو أشعتُها عجلى يذوّبُها الترحالُ والشغفُ تلتفُّ حولَك ولْهَى مثلما انغزلَتْ على هُدى النّولِ خيطُ السّدوِ والنِدفُ فما سخونةُ روحِ التِهْمِ غيرُ هوى عناقِها ولَمَاها فيك يعتكِفُ يا أيها العلمُ السامي إذا ذُكرت شم المعاني فأنتَ الأولُ الألفُ سموتَ فينا كما نرقاكَ واتسعَتْ أصواتُنا تتنادى عبرَها الصُّفَفُ خطوُ العَوادي دعا طَرقَ الجِمالِ وفي عذبِ النشيدِ يخِفُّ الحِملُ والقُفَفُ ما امتدّ دربٌ على إيقاعِ قافلةٍ إلا تآلفتِ الأشياءُ تنعزِفُ وقام طَرْقُكَ في أرواحِنا نَغَمًا أعلى، يموجُ بمن ساروا ومن وقفوا ما للسَّراةِ يدٌ طولى عليكَ وقد حِزتَ السُراةَ عِمادا ما له سُقُفُ تركتَها وانتبذتَ الخبتَ مُتّكَأً على السموِّ وصدرُ البحرِ ينكشفُ فاختاركَ البحرُ ميزانًا لبهجتِهِ على حكاياكَ يصحو الموجُ والصدفُ ومن شموخِك صاغَ الجودُ مِنوَرَهُ وغيمةً بالنشامى ما لها طرفُ تهليلةٌ الضيفِ في أسماعِهم طربٌ وصوتُ ترحيبِهم في قلبِه تَرَفُ الضيفُ سيدُهم في دارِ عزّتِهم في حضرة الضيفِ يُنسى السادةُ الأُنُفُ بنو هلالٍ ضياءُ الأرضِ، سيرتُهم شمسٌ تذوبُ على إشراقِها السُجُفُ صيتٌ تضوّعَ بالأسلافِ مبخرُهُ وعاطرُ الذكرِ أذكى نفحَهُ الخَلَفُ من آسيا أوقفوا الدنيا وما قَعدَتْ حتى أناخوا ملوكَ الجنِ ترتجفُ هم تاجُ ذكرِكَ يا ديوانَ عزّتهم وفي المفاخرِ أنتَ الرأسُ والكَتفُ لم يبتنوا فيكَ حصنًا أنتَ حصنُهُمُ وهم دروعُكَ إن جاروا وإن نَصَفُوا وما تزالُ بهم رأسًا يتوّجهُ المجدُ والجودُ والتاريخُ والشّرفُ ــــــــــــــــــــــــــــــ *عفف: جبل عظيم ممتد يقع بين محافظتي الليث وأضم، تسكنه قبائل بني هلال، يحوي الكثير من الآثار القديمة.