
من بركات ديوانية الدكتور سعد بن ماضي الماضي أن تعرفت على عدد كبير من فضلاء المجتمع، ومنذ سنوات أصبحنا نلتقي بمعدل مرتين في الشهر، ويجري الحديث كيفما اتفق إلا أن يكون هناك موضوع محدد لأحد الرواد الدائمين أو الضيوف. أذكر قبل سنة أن حدد موضوع للأستاذ علي بن إبراهيم العجلان يتحدث فيه عن مشروعه الكبير (موسوعة الدنانير والدراهم الأموية العربية) ط١، ١٤٤٣هـ 418 صفحة بمجلد فاخر وورق صقيل. و(موسوعة الدنانير الإسلامية في المشرق من سنة 132 حتى سنة 922 هجرية) بمجلدين فاخرين، ط١، 1445هـ ومزود بالصور وبـ 1110 صفحات. وقد أهداني مشكوراً هذين الكتابين فوجدت بهما من الكنوز التاريخية المهمة والمحصورة في وصف وصور العملات وفئاتها ومكان إصدارها وسنتها.. إلخ ولندرة ما وجدته بها من معلومات أحببت أن أزود بها القارئ وأشكر وأشيد بالدور الذي قام به العجلان في رصده وجمعه لهذه العملات النادرة. قال في الإهداء: «إلى دارسي التاريخ... إذا أردت دراسة تاريخ أمة، فعليك بدراسة مسكوكاتها، لأن المسكوكات من الوثائق التاريخية المهمة التي اجتمعت لها كل مستلزمات الوثائق من تاريخ ومكان وهدف…» قال إنه بدأ بالاهتمام بجمع النقود القديمة في سن مبكرة في المدينة المنورة حيث كان لوالده محل تجاري في سوق سويقة متخصص بالذهب، وكان يساعد والده في المحل بعد الدراسة وكانت مواسم رمضان والحج وقدوم بعضهم من خارج المملكة فيستبدلون عملتهم بنقود سعودية، وبعض الحجاج يكون معهم بعض النقود من الذهب والفضة القديمة ويرغبون في بيعها في سوق الذهب. فحصل من الحجاج على بعض الدنانير والدراهم الإسلامية النادرة.. ومن هنا بدأت هوايته بجمع المسكوكات الإسلامية. وبدأت رحلاته إلى الدول العربية والإسلامية من عام 1972م للحصول على المزيد من هذه العملات. سافر للعراق وإيران والشام وغيرها وبدأ بالمتاحف ودراسة مسكوكاتها المعروضة ومدى أهميتها التاريخية وندرتها ومدن سكها. ومن متحف بغداد تعلم قراءة المسكوكات الإسلامية، وتعرف من القائمين على المتاحف على المحلات الموثوقة في بيع الأشياء القديمة والأنتيك، وحصل على بعض المسكوكات الإسلامية القديمة مما شجعه على رحلات أخرى. سافر إلى إسبانيا للبحث عن دنانير ودراهم الأندلس فذهب لملقا وأشبيليا وقرطبة وغرناطة ومرسية وفنسيا والى البيضاء وبرشلونة ومدريد فحصل على عدد من الدنانير والدراهم الأموية والأندلسية النادرة. ورحلة و أخرى قادته إلى أوزبكستان والتي سكت الدنانير والدراهم الإسلامية في أغلب مدنها، فبدأ من طاشقند ومنها إلى سمرقند وبخارى وخوارزم وأندجان وفرغانا ومرغلان. ولهذا فقد سافر لأكثر من 40 دولة حصل منها على كثير من المسكوكات الإسلامية النادرة، ومنها كثير من الدنانير والدراهم منها دینار سوليدوس عربي ضرب الأندلس سنة 98هـ ونصف دينار ضرب الأندلس سنة 102هـ ودنانير ضربت في أفريقية، ودرهم ضرب سنة 79هـ. نتج عن هذه الرحلات الثقافية والمشاركة في المزادات العالمية، وحصيلته من الدنانير والدراهم الأموية عدد 974 ديناراً ودرهم غير مكرر. قسم الكتاب الأول إلى عدة أبواب. الأول: أهمية النقود في الحضارة البشرية، أهمية النقود لدى المؤرخين، أهمية النقود السياسية والاقتصادية للدول. الباب الثاني: بداية تعريب النقود في الدولة الإسلامية. الباب الثالث: سك النقود في الدولة الأموية. الباب الرابع: تعريب الدنانير والدراهم الأموية. الباب الخامس: مدن سك الدنانير والدراهم الأموية. الباب السادس: الدنانير والدراهم الأموية التي سكت في عهد الخلفاء. وفي الموسوعة الثانية: (موسوعة الدنانير الإسلامية في المشرق من سنة 132 إلى سنة 922هـ) بمجلدين وبـ 1110 صفحات قدم بتعريف بالمؤلف: «علي بن إبراهيم العجلان، ولدت ونشأت في المدينة المنورة، تعلمت في مدارسها، وكانت الحلقة الأولى والأهم في التعليم تنطلق من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكملت المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في المدينة، ثم انتقلت إلى الرياض للدراسة الجامعية وحصلت على الشهادة الجامعية في التاريخ..» ثم استعرض هوايته مع المسكوكات والمدن المائة والخمسين التي زارها، وعن حضوره لأكثر من 35 مزاداً، إضافة للمزايدات الألكترونية. قال إنه كاتب غير متفرغ في عدد من الصحف والمجلات، وذكر مؤلفاته المشار إليها مع موسوعات أخرى تحت الطبع: موسوعة الدنانير والدراهم العباسية. وموسوعة الدنانير والدراهم الفاطمية، وجولة في السيرة الذاتية للمسكوكات. بدأ واستمر مستعرضاً المسكوكات وأوضاعها في الدولة الإسلامية وهي: - الأوضاع المالية والاقتصادية في الدولة الإسلامية. - الأوضاع السياسية في الدول والإمارات الإسلامية في المشرق. - أسماء الدول والإمارات وأسماء حكامها الذين سكوا الدنانير الإسلامية خلال هذه الفترة. - الدنانير الإسلامية التي سكت في المشرق من سنة 132 إلى 922 هجرية. ثم بدأ بأسماء الخلفاء العباسيين ومسكوكاتهم، بدءاً بأبي العباس عبدالله السفاح وانتهاء بأبي أحمد عبد الله المستعصم بالله. ثم استمر مستعرضاً: النقود الصليبية في البلاد العربية. المأثورات التي أضيفت على الدنانير الإسلامية. الأسماء والألقاب والرموز التي أضيفت على الدنانير. دنانير الصلة، قائمة الدنانير الإسلامية التي سكت في المشرق حسب مدن السك. واختتم الموسوعة بالمراجع العربية والأجنبية. استعرضت أسماء المدن التي سكت بها الدنانير الإسلامية. - وجدت الدنانير التي سكت ولم يذكر اسم مدينة السك وبلغت 564 ديناراً. - وجدت أكثر المدن العربية التي سكت بها الدنانير: مدينة الإسكندرية عددها 251 مرة. مدينة أصفهان 140 مرة، مدينة الأهواز 99 مرة. مدينة البصرة 101 مرة. مدينة بغداد 100 مرة، مدينة دمشق 202 مرة. مدينة سجستان 111 مرة. مدينة سمرقند 97 مرة، مدينة صقلية 164 مرة، مدينة صنعاء 178 مرة. مدينة عدن 125 مرة. مدينة غزنة 109 مرة. فلسطين 191 مرة. مدينة القاهرة 367 مرة، مدينة المحمدية (طهران) 166 مرة. مدينة السلام (بغداد) 572 مرة، مصر 517 مرة. مدينة المنصورة في تونس 134 مرة. مدينة المهدية بتونس 165 مرة. مدينة الموصل 181 مرة. مدينة نيشابور 343 مرة. مدينة هراة 121 مرة. مدينة همدان 139 مرة. وغيرها كثير وإنما اخترت الأكثر. أما من مدن المملكة العربية السعودية: - وفي مكة المكرمة فقد سكت فيها الدنانير الإسلامية 42 مرة. من السنة 227 إلى سنة 594هـ. عباسي، وأخشيدي، والقرامطة، والفاطمي، والأشراف، والزنكوي، والأيوبي. - مدينة مصر نجران. سكت فيها الدنانير الإسلامية مرتين 258 و261هـ. عباسي. - مدينة الرسول - المدينة المنورة سكت فيها الدنانير الإسلامية 3 مرات، 200 و450، 453هـ علوي، وفاطمي. - مدينة عثر مدينة تاريخية بالمملكة سكت فيها الدنانير الإسلامية 71 مرة من 311 إلى 474هـ عباسي، امراء عثر، بنو طرف، زيادي، نجاحي، صليحي، فاطمي. - مدينة بيش، جنوب المملكة سكت فيها الدنانير الإسلامية 27 مرة، من 297 إلى 418هـ عباسي، بنو طرف، زيادي. - البحرين، المنطقة الشرقية من المملكة، سكت فيها الدنانير الإسلامية مرة واحدة 261هـ في استعراض سريع تبدد جهلي وشعرت أني لا أفقه شيئاً بهذا العلم النقدي وتاريخه، وأكبرت بالمؤلف الأستاذ علي العجلان جهده ودأبه وتتبعه وتنمية هوايته التي تحولت إلى احتراف، تحية تقدير وإعجاب لما بذله من جهد وصبر حتى حقق هذه الثروة التاريخية التي لا يحققها إلى القلة من المتخصصين في هذا المجال. كم تمنيت لو أتيحت له الفرصة لإقامة معارض، يعرض فيها مقتنياته المنوعة من تلك المسكوكات النادرة ليطلع المجتمع على شيء من تاريخه الإسلامي الذي نجهله. سمعت أن المؤلف قد بعث لعدد من المسؤولين عن المتاحف إهداء الجزء الأول. وإن كانت وزارة الثقافة والإعلام قد اقتنت مئة نسخة من الجزء الأول. واعتذرت عن ما لحق به بدعوى أن التأمين انتقل لوزارة الثقافة. وسمعت أن المزادات الموسمية بلندن تكتب على القطع المعروضة للبيع لتأكید مرجعيتها إلى موسوعة العجلان وتذكر اسمها ورقم القطعة ورقم الصفحة في الموسوعة.