الوطنُ المُشتهى.

- كمِ الساعةُ الآنَ ؟ - أوْمَأَ لي سادنُ الوقتِ في مهجتي : إنها الساعةُ / الوطنُ المُشتهى هنا بدأ الزمنُ الألمعيُّ مسافاتِهِ باحتضانِ الجهاتِ وأسرى على صهوةٍ من بروقٍ ليرسمَ أحلامَهُ عاليًا في ( السُّها ) نوى المجدُ أن يتجسَّدَ يومًا على الأرضِ فافترَّ ثغرُ الحياةِ عن اللحظةِ البِكْرِ.. عن موطنٍ واحدٍ يحتوينا معًا لم نجدْ مثلَ آفاقِهِ مُشْبِهَا تجلَّى بأرضِ الجزيرةِ إنسانُها قادمًا من رؤى العنفوانِ يروّضُ أيامَهُ في مهبِّ الطموحِ وفي مقلتيهِ المرادُ ازْدَهَى لك العزُّ يا موئلي.. أنتَ نافورةُ الشمسِ يندلقُ الضوءُ منها رسائلَ كونيةً لذوي العاطفاتِ وأهلِ النهى بما كنتَ رقمًا نما في سجِّلِ السنين ( فروسيَّةُ ) الأمسِ أفضَتْ إلى ( رؤيةِ ) اليومِ حتى تموَّجْتَ لحنًا جديدًا من الحبِّ كم رَدَّدَتُهُ الحناجرُ، واسْتعذبتُهُ اللُّهى رسمتُكَ في خاطري لوحةً كلّما صافحتني النخيلُ وأوحَتْ إليَّ ورودُ الخزامى ويصحو فؤادُ الهوى.. كلّما حدثتني عيونُ المها إذا ما انتميت إليكَ فثمَّةَ صوت سحيقٌ تبعتُ صداهُ بمقدارِ ما امتدَّ رملُ الصحارى وعمقُ البحارِ وأوْجُ الجبالِ إلى غايةِ المنتهى سلامًا على منشأ الأمنياتِ ومشتجَرِ الذكرياتِ أنا ابْنُ البلاد التي أنجبتني هوى سرمديًّا فلم أنقطعْ لحظة عن شذاها ولا عشتُ إن كانَ قلبي عن الأرضِ يومًا سها تعلَّمْتُ من وطني.. كيفَ أقطفُ من تربةِ الأمسِ مستقبلا كيفَ للمزهريَّةِ تحوي طيوفَ البَهَا تعلَّمْتُ من وطني كيفَ افتتحُ الفجرَ نافذةً كي أطلَّ على عالمٍ سامقٍ ما أشدَّ الحنينَ بنبضي ، وما أوْلَهَا