( فيفاء في عيد الوطن)

أَخَالُ كلَّ بَيَانٍ عَنْكَ لم يُبِنِ لو أَنَّهُ فَاقَ عَزْفَ الهاطلِ الهَتِنِ كأن معناكَ مكنونٌ ضننتَ به على اللغاتِ ومنه كلهنّ جَنيّ لولا المحبّةُ مَا طَارَ الخَيَالُ لَهُ مِنَ الجَلَالِ وَعَادَ الشعرُ بالوَهَنِ أو أنه من شئون اللهِ دقّتُهُ تحتاجُ ألطفَ منْ ثغرٍ ومن أذُنِ فلا يُقالُ كلاما بل يُقالُ بهِ للمستحيلاتِ كوني ممكنًا تكنِ قصيدةٌ تلكَ لكنْ لا مجازَ بها لولا الحضارةُ لمْ تخرجْ إلى العَلَنِ فيها منْ الشعرِ ما فيها وحقّ لنا نَقولُ إنّك عَنْ كُلِّ الغِنَاءِ غَنِي ومِنْ بدائعكَ الإنسانُ وهو من الـ ـوجودِ منْ قبلِ إنشاءِ الوجودِ عُنِي ما أشبهَ النشأة الكبرى بنشأته الـ ـكبرى عليكَ وكمْ لله من مِنَنِ! جعلتَ للأرض معنًى فالسماءُ إذَا رَنَتْ إِلَيْكَ تَرَى فِي الأرضِ كُلَّ سَنِي كَأنَّمَا بَيتُهَا المَعمورُ مُعْتَمِرٌ إليك..هل يتحاذى السهلُ بالقُنَنِ؟ وفي ترابك إنسانُ الوجودِ وما سمعتُ للكونِ في الدنيا بِمُحتَضِنِ ثرىً بهِ رَحْمَةُ الأَكْوَانِ سَاكِنَةٌ لَولاهُ كَانَتْ بِلا معْنَىً ولا ثَمِنِ إنّا على العَهدِ لا زلنَا أيمكننا؟ خلعُ الهوى ما علمنَا تاركَ الشجنِ فَيْفاءُ أثْوَابُها الخَضْراءُ ما خُلِعتْ يَومًا لِتَلبَسَهَا فِي العِيدِ كالـمُدُنِ فَمُنْذُ قَالتْ رُبَاهَا وَهْيَ طائعةٌ أنَا سُعُوديَّةٌ أصْبَحْنَ كالبَدِنِ ومنذُ مَدّتْ إلَى عبْدِ العزِيزِ يَدًا قالتْ: أَيُترَكُ هذا الثوبُ للخشنِ؟ أيُامُهَا سُنْدُسِيّاتٌ وَمَا لَبسَتْ سِوى البَيَاضِ وراءَ الأخْضَرِ الحَسَنِ هَل انْتَهَى كَي يَجِيءَ العِيدُ؟إنَّ لَها دهرًا وكلُّ زمانٍ يَومُها الوطني! ولم تَزِدْ في حَشَاهَا غَيرُ خُضْرَتِهِ كأنّهُ خَارجٌ عَن سُلَطَةِ الـزَّمَنِ والحبّ يُخرج عن حدّ الزمان وعن حدّ المكانِ مُحِبًّا في الحَبيبِ فَنِيِ مَشْدُودَةٌ مِنْ حَشَاهَا غَيرُ قادرةٍ على التَّخلي ولوْ شُدَّتْ من الأُذُنِ حفَاظُهَا عنْ هَواهَا المُستَكِنِّ بِهَا إنَّ الهَوَى إذْ يُوَدِّي خُيرُ مُؤْتَمَنِ لوْ اجْتَنَى الزهرَ فيها غيرُ منْ عَشِقَتْ قلوبُهُنّ أبتْ قلبًا ولمْ تَخُنِ قالتْ قَدِيمًا رُبَاها لا أريد هوىً إنْ لم يكنْ حينما أهوَى يُحَرّرُني