أغنية العزة والكرامة.

بِلَادي حَبَاهَا اللهُ عِزّاً وَمَنْعَةً وَألْبَسَهَا بِالمَكْرُمَاتِ وَبِالنَّصْرِ إلَيْهَا يَحُجُّ النَّاسُ شَرْقاً وَمَغْرِباً وَكَمْ سَجَدُوا خَلْفَ المَقَامِ وَفِي الحِجْرِ وَفِي أرْضِهَا قَبْرُ الكَرَامَةِ وَالنَّدَى نَبِيِّ الهُدَى المَبْعُوثِ بِالحَقِّ وَالبِرِّ فَأيُّ ثَرَى فِي هَذِهِ الأرْضِ كُلِّهَا يُفَاخِرُهَا فِي الدِّينِ وَالفَضْلِ وَالخَيْرِ سَلُوا الدَّهْرَ يَا أهْلَ التَّوَارِيخِ وَالحِجَا مَتَى كَذَبَ التَّارِيخُ يَوْماً عَلَى الدَّهْرِ لِآلِ سُعُودٍ رَايَةٌ فِي سُمُوِّهَا تُرَفْرِفُ بِالتَّوْحِيدِ وَالسَّيْفِ وَالفَخْرِ فَرَايَاتُهُمْ خُضْرٌ لَدَى السِّلْمِ وَالوَغَى وَتُمْسِي أعَادِيهِمْ بِألْوِيَةٍ حُمْرِ تُنَكَّسُ أعْلَامُ العَوَالِمِ كُلُّهَا وَرَايَتُهُمْ تَسْمُو عَلَى العُسْرِ وَاليُسْرِ لَهُمْ فِي جَبِينِ العِزِّ ذِكْرٌ مُخَلَّدٌ بِخَمْسٍ وَتِسْعِينَ المُعَطَّرَةِ الذِّكْرِ فَمُذْ قَامَ فَخْرُ المُلْكِ وَالعِزِّ وَالنَّدَى وَكَانَ ظَلَامُ اللَّيْلِ يَرْنُو إلَى الفَجْرِ بِعَبْدِ العَزِيزِ اسْتَيْقَظَ المُلْكُ ظَافِراً كَأَنَّ الزَّمَانَ ازْدَادَ عُمْراً إلَى عُمْرِ يَضُمُّ شَتَاتَ البِيدِ عَدْلاً وَحِكْمِةً بِحَدِّ ظُبَاةِ البِيضِ خَلْفَ القَنَا السُّمْرِ وَفِي كَفِّهِ مَنْ شَاءَ مِنْ كُلِّ مَاجِدٍ عَلَى الدُّهْمِ يَطْوُونَ البِطَاحَ أوِ الشُّقْرِ بَنَى دَوْلَةً مَا يُنْكِرُ الدَّهْرُ عِزَّهَا وَأنْدِيَةُ التَّارِيخِ بَاسِمَةُ الثَّغْرِ وَوَحَّدَهَا مِنْ شَامِهَا لِجَنُوبِهَا مِنَ البَحْرِ مَرْسَاةُ الوَلَاءِ إلَى البَحْرِ سَقَى اللهُ فِي العُودِ الحَفِيَّةِ أعْظُماً أثَائِرَ مَا يُنْسَيْنَ مِنْ عِظَمِ القَدْرِ جَزَاهُ إلَهُ العَالَمِينَ بِفَضْلِهِ وَألْبَسَهُ ثَوْبَ الكَرَامَةِ وَالأجْرِ وَمِنْ بَعْدِهِ أبْنَاؤهُ خُلَفَاؤهُ مُلُوكٌ وَإنَّ المُلْكَ فِي دَمِهِمْ يَجْرِي فَسَارُوا عَلَى هَدْيِ المُؤَسِّسِ وَانْتَحَوْا يَدَ المَجْدَ مِنْ مَتْنِ الخُيُولِ إلَى القَصْرِ وَحَتَّى أتَى سَلْمَانُ للهِ دَرُّهُ أخُو الحَزْمِ لَا يَرْتَابُ فِي النَّهْيِ وَالأَمْرِ يَسُوسُ رُبُوعَ الدَّارِ بِالعِدْلِ مُكْرِماً بَنِيهَا وَأعْدَاءَ المَهَانَةِ بِالقَهْرِ وَيَلْبَسُ لِلْهَيْجَاءِ تُرْغِي لَبُوسَهَا جَسُورٌ يُبَارِيهَا عَلَى الكَرِّ وَالفَرِّ وَفِي عَهْدِهِ المَيْمُونِ قَامَ اقْتِصَادُنَا عَلَى قِمَّةِ العِشْرِينَ يُثْرِي وَلَا يُزْرِي بِنَفْسِي مَلِيكٌ كَفُّهُ كُفُّ نِعْمَةٍ وَبِشْتٌ يَضُمُّ الفَخْرَ مِنْ حُلَلِ الطُّهْرِ بِنَفْسِي وَلِيُّ العَهْدِ عَرَّابُ رُؤْيَةٍ كَأَنَّ العُلَا حِيزَتْ بِأنْمُلِهِ العَشْرِ تَوَثَّبَ لِلْعَلْيَاءِ حَتَّى أذَالَهَا وَمِنْ عَزْمِهِ يَسْقِي العَزِيمَةَ كَالخَمْرِ فَأضْحَتْ رُؤَى الإعْجَابِ سَكْرَى بِمَا رَأَتْ وَأمْسَتْ مَرَاقِي المَجْدِ مَلْأَى مِنَ السُّكْرِ تَنَاوَلَ مِنْ أحْلَامِهِ فَتَحَقَّقَتْ لَعَمْرِي وَفِي أحْلاَمِهِ كُلُّ مَا يُغْرِي وَلَمْ يَدَّخِرْ جُهْداً وَوَقْتاً بِهِمَّةٍ وَمَنْ طَلَبَ الحَسْنَاءَ عَجَّلَ بِالمَهْرِ وَأعْلَنَهَا حَرْباً عَلَى كُلِّ فَاسِدٍ وَجُودُ أبِي سَلْمَانَ حَرْبٌ عَلَى الفَقْرِ فَصَارَ حَدِيثَ النَّاسِ فِي كُلِّ دَوْلَةٍ وَمَضْرِبَ أمْثَالٍ وَأيْقُونَةَ العَصْرِ فَيَا وَطَنَ الأمْجَادِ يَا قِبْلَةَ الدُّنَا وَيَا مَوْئِلَ الإيمَان فِي السِّرِّ وَالجَهْرِ ثَرَاكَ لَنَا أصْلٌ وَحُبُّكَ طَاعَةٌ وَبَيْعَتُنَا فَرْضٌ عَلَى الحُلْوِ وَالمُرِّ شِعَارُكَ هَذَا العَامَ عِزٌّ بِطَبْعِنَا بِرُؤْيَتِنَا بِالجُودِ بِالفَزْعَةِ البِكْرِ أصَالَتُنَا عِزٌّ وَعِزٌّ طُمُوحُنَا وَدَوْلَتُنَا بِالعِزِّ عَاشَتْ وَبِالفَخْرِ وَيَوْمُكَ ذِكْرَى كُلِّ مَجْدٍ وَسُؤْدَدٍ نُعِيدُ صَدَاهُ بِالغِنَاءِ وَبِالشِّعْرِ وَإنَّا هُنَا مِنْ يَنْبُعَ الحُبِّ وَالهَوَى وَمِنْ هَيْئَةٍ إنْجَازُهَا طَافَ كَالسِّحْرِ لَنَرْفَعُ آيَاتِ الوَلَاءِ قَصِيدَةً وَنُنْشِدُهَا بِالقَوْلِ وَالفِعْلِ وَالفِكْرِ فَمَاذَا عَسَى أنْ يُنْشِدَ اليَوْمَ شَاعِرٌ وَمَاذَا تُرَى يَكْفِي مِنَ الشِّعِْر وَالنَّثْر