1544 اسماً على امتداد 130 عاماً ..

اليوسف يُنجز “معجم الأدباء السعوديين”.

في إنجاز ثقافي بارز يضاف إلى سجل الحركة الأدبية السعودية، أعلن الباحث الأدبي المعروف خالد اليوسف عن الانتهاء رسميًا من مشروعه التوثيقي الأضخم حتى اليوم، والمتمثل في إصدار “معجم الأدباء السعوديين”، الذي استغرق منه سنوات طويلة من الجهد المتواصل والتقصي والبحث الأكاديمي الجاد. يتكون المعجم من أربعة مجلدات ضخمة، ويضم بين دفتيه ترجمات لـ(1544) أديبًا وأديبة من مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، ممن أصدروا مؤلفات أدبية إبداعية في مجالات الشعر، القصة، الرواية، المسرح، وأجناس الأدب الأخرى، بحيث يغطي المعجم فترة تمتد لأكثر من 130 عامًا من تاريخ الأدب السعودي، منذ بواكيره الأولى وحتى وقتنا الحاضر. وقد حرص اليوسف على الالتزام بمنهجية صارمة ومنضبطة في العمل، بحيث حُدِّدت مساحة كل ترجمة ما بين 70 إلى 80 كلمة، لتوفير توازن موضوعي بين الشخصيات الأدبية وتوحيد المعايير، مع التركيز على معيار رئيس يتمثل في صدور كتاب أدبي مطبوع يحمل إبداع الأديب أو الأديبة، كشرط أساسي للضم إلى المعجم. وتأتي هذه الدقة لتؤكد حرص اليوسف على تقديم مرجع علمي موثوق يمكن الركون إليه في الدراسات الأدبية والبحثية، بعيدًا عن الاجتهادات والانطباعات الشخصية. يُعد هذا المشروع تتويجًا لمسيرة خالد اليوسف الطويلة في ميدان التوثيق الأدبي والثقافي، حيث يُعرف بأنه من أبرز المشتغلين على أرشفة وتوثيق النتاج الأدبي السعودي والخليجي، وقد صدرت له في هذا السياق العديد من الأعمال المهمة مثل: •“الدليل إلى الكتاب السعوديين” •“فهرست الشعر الفصيح في المملكة العربية السعودية” •“الببليوجرافيا الوطنية للإنتاج الأدبي” •“معجم السرديات في المملكة العربية السعودية” •إلى جانب مئات المقالات والدراسات التي نشرها في الصحف والمجلات الثقافية على مدى عقود. وقال اليوسف لــ “ اليمامة “ إلى أن العمل على المجلد الخامس جارٍ، وسيخصص للأسماء التي لم تكتمل معلوماتها، أو التي تعذر التواصل معها خلال الفترة الماضية، مؤكدًا أن المعجم لا يغلق أبوابه، بل سيظل مشروعًا حيًا يتجدد وفق ما يرد من معلومات موثقة ومستوفاة الشروط. ويمثل “معجم الأدباء السعوديين” نقلة نوعية في مجال التوثيق الأدبي، كونه يجمع للمرة الأولى هذا العدد الكبير من الأدباء والأديبات في عمل مرجعي موحد، محكوم بضوابط علمية واضحة، ما يجعله مصدرًا لا غنى عنه للباحثين، والمؤسسات الثقافية، والمعنيين بتاريخ الأدب السعودي، ويُتوقع أن يحظى باهتمام واسع في الأوساط الأكاديمية والبحثية داخل المملكة وخارجها. ويأتي هذا الإنجاز في وقت تتجه فيه المؤسسات الثقافية السعودية نحو تعزيز الهوية الأدبية الوطنية، وتوثيق منجزها التاريخي والمعاصر، وهو ما يجعل من خالد اليوسف أحد أبرز الأسماء التي ساهمت بشكل فاعل في رسم ملامح الخريطة الأدبية السعودية عبر التوثيق والتأريخ والببليوجرافيا.