سؤال وجواب

س: ما مكانة أبي بكر - رضي الله عنه -؟ ج:قال الله تعالى:﴿إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة: 40]، فثاني اثنين صاحب رسول الله - عليه الصلاة والسلام - في الهجرة هو الصديق أبو بكر - رضي الله عنه. وفي البخاري (3654) عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قول نبينا - عليه الصلاة والسلام -:((إنَّ مِن أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ في صُحْبَتِه ومالِه أبا بَكرٍ، ولَو كُنتُ مُتَّخِذًا خَليلًا غَيرَ رَبِّي لاتَّخَذْتُ أبا بَكْرٍ، ولَكِنَّ أُخُوَّةَ الإسلامِ ومودَّتَه، لا يَبْقَى في المَسجِدِ بابٌ إلَّا سُدَّ إلَّا بابُ أبي بَكرٍ)) [صحيح البخاري: 3654]. قال القسطلاني - رحمه الله - في إرشاد الساري شرح صحيح البخاري ٦/٨٥: ((الأفضَلُ بَعدَ الأنبياءِ أبو بَكْرٍ، وقد أطبَقَ السَّلَفُ على أنه أفضَلُ الأمَّةِ. حَكى الشَّافِعيُّ وغيرُهُ إجماعَ الصَّحابةِ والتَّابِعينَ على ذلك)). ولهذا أجمع المسلمون من المهاجرين والأنصار - رضي الله عنهم - ومن تبعهم من المسلمين على مبايعة أبي بكر - رضي الله عنه - خليفةً للمسلمين بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولهذا قال ابن قدامة - رحمه الله - في لمعة الاعتقاد ص ٣٦: ((وأبو بكر - رضي الله عنه - أحَقُّ خَلقِ اللهِ تعالى بالخِلافةِ بعدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لِفَضلِه وسابِقَتِه، وتقديمِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لهُ في الصَّلاةِ على جميعِ الصَّحابةِ رِضوانُ الله عليهم، وإجماعُ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم على تَقديمِه ومُتابَعَتِه، ولَم يَكُنِ اللهُ ليَجمَعَهم على ضَلالةٍ)). ومع ذلك، فإنه لا يزال أفراد التنظيم الإخواني الباطني الإرهابي يمارسون الإساءة إلى رموز الإسلام، فزعم أحدهم أن أبا بكر - رضي الله عنه - كان استبدادياً في إدارة الدولة الإسلامية لما قاتل مانعي الزكاة، وهذا كذبٌ وهَرَاء، فلقد قاتلهم - رضي الله عنه - امتثالاً لقول الله تعالى:﴿فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ﴾ [التوبة: 5]، ولقول رسولنا - عليه الصلاة والسلام -((أُمِرْتُ أن أُقَاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلَامِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ)) [صحيح البخاري: 25، صحيح مسلم: 29]، وبإجماع الصحابة - رضي الله عنهم - الذين استقر رأيهم على مقاتلة مانعي الزكاة تحت راية خليفة المسلمين كما نقل ذلك ابن عبد البر في الاستذكار ٣/٢١٤، ولا يشكك في هذه المسألة إلا أهل النفاق والزيغ والهلاك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.